شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[2 - لا النافية وشروطها]

صفحة 85 - الجزء 1

[٢ - لا النافية وشروطها]

  ص: وكَذَا لَا النَّافِيةِ في الشِّعْرِ، بِشَرْطِ تَنْكِيرِ مَعْمُولَيْهَا، نحْوُ:

  ١٧ - تَعَزَّ فَلَا شَيءٌ عَلَىَ الأْرْضِ باقِياً ... ولَا وَزَرٌ مِمَّا قَضَى اللهُ وَاقياً(⁣١)

  ش: الحرف الثاني مما يعمل عمل ليس: «لا» النافية، ويشتر ط فيها ما يشترط في أختها «ما»، وزيادة شرطين، وهما: أن يكون معمولاها نكرتين، وأن يكون عملها في الشعر، كما مثل به المؤلف.

[٣ - لات وشروط عملها]

  ص: و «لَاتَ»، لَكِنْ في الْحِيْنِ، ولَا يُجْمَعُ بَيْنَ جُزْءَيْهَا، والغَالِبُ حَذْفُ المَرْفُوعِ، نَحْوُ: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ(⁣٢)}⁣[ص ٣].

  ش: الحرف الثالث مما يعمل عمل ليس: «لات»، وهي «لا» زيدت عليها «التاء»، ولا تعمل إلا في لفظ الحين، ويحذف إما اسمها أو خبرها، ولا يجمع بينهما، والغالب حذف المرفوع كما مثل المؤلف، ومعنى الآية - والله أعلم -: ولات الحين حين مناص، أي: ليس الحينُ حينَ فرارٍ، والله أعلم.


(١) المعنى: تسلَّ وتصبَّرْ على ما يصيبك من الكوارث والمصائب، فكل شيء إلى زوال. ولا يبقى على وجه الأرض شيء، وليس هنالك ملجأ يقي الإنسان، ويحفظه مما قضاه الله وقدره

الإعراب: تعزَّ: فعل أمر مبني على حذف حرف العلة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت في محل رفع. فلا: الفاء تعليلية، لا: نافية، تعمل عمل ليس شيء: اسمها مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. على الأرض: جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لـ «شيء». باقيا: خبر لا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. ولا: الواو عاطفة، لا: نافية عاملة عمل ليس. وزر: اسم لا مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. مما: جار ومجرور متعلق بواقيا. قضى الله: فعل ماضٍ وفاعل، والجملة: صلة للموصول، لا محل لها. واقيا: خبر لا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: «ولا شيءٌ ... باقيًا، ولا وزرٌ ... واقيًا»، حيث أعمل «لا النافية» عمل ليس في الموضعين، فرفع بها الاسم ونصب الخبر.

(٢) الإعراب: ولات: الواو حالية، لات: حرف ناسخ يعمل عمل ليس، واسمها: محذوف تقديره: الحين. حين: خبر لات منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وحين مضاف ومناص: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {لات حين مناص}، حيث أعملت «لات» عمل «ليس» في ظرف الزمان.