[ما الحرفية تبطل عمل إن وأخواتها]
  و «لعل» للترجي، وهو طلبُ المحبوب المستقرب حصوله. وللإشفاق، وهو توقع المكروه. وللتعليل.
  فالأول، نحو: «لعل الله يرحمني». والثاني، نحو: «لعل المريض هالك». والثالث، كقوله تعالى: {لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى(١)}[طه ٤٤].
[ما الحرفية تبطل عمل إنَّ وأخواتها]
  ص: إِنْ لَمْ تَقْتَرِنْ بِهنَّ «مَا» الحَرْفِيَّةُ، نَحْوُ: {إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ(٢)}[النساء ١٧١]، إِلَّا «لَيْتَ» فَيَجُوزُ فيها الأَمْرَانِ.
  ش: إنما تعمل هذه الحروف هذا العمل بشرط أن لا يدخل عليها «ما» الحرفية، فإن دخلت بطل عملها وجاز دخولها على الجملة الفعلية، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ(٣)}[الأنبياء ١٠٨]، وقال تعالى: {كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ(٤)}[الأنفال ٦].
(١) الإعراب: لعله: حرف تعليل ونصب، والهاء في محل نصب اسم لعل. يتذكر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والفاعل ضمير في محل رفع تقديره هو، والجملة في محل رفع خبر لعل. أو: حرف عطف. يخشى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر، والفاعل ضمير في محل رفع تقديره هو.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {لعل}، حيث أعملت «لعل» التي للتعليل عمل «إن» فنصبت المبتدأ ورفعت الخبر.
(٢) الإعراب: إنما: حرف مشبه بالفعل كف عن العمل بما، ما: حرف كاف يفيد الحصر. الله: لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. إلهٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. واحد: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
(٣) الإعراب: قل: فعل أمر مبني على السكون الظاهر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت في محل رفع. إنما: حرف مشبه بالفعل كف عن العمل بما، ما: حرف كاف يفيد الحصر. يوحى: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر. إليَّ: جار ومجرور متعلق بـ «يوحى». أنما: حرف مشبه بالفعل كف عن العمل بما، ما: حرف كاف يفيد الحصر. إلهكم: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وإله مضاف والكاف ضمير في محل جر مضاف إليه، والميم علامة الجمع. إلهٌ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. واحد: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وأن وما بعدها في تأويل مصدر نائب فاعل لفعل يوحى.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {إنما ... أنما}، حيث بطل عملهما لاتصالهما بـ «ما» الزائدة الكافة.
(٤) الإعراب: كأنما: كأن حرف تشبيه مهمل، ما: كافة. يساقون: فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون، والواو: نائب فاعل. إلى الموت: جار ومجرور متعلق بـ «يساقون».
الشاهد فيها: قوله تعالى: {كأنما}، حيث أبطل عملها لاتصالهما بـ «ما» الزائدة الكافة.