شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[2 - إن وأخواتها]

صفحة 86 - الجزء 1

[٢ - إنَّ وأخواتها]

  ص: الثَّانِي: «إِنَّ» و «أَنَّ» لِلتَّأْكِيدِ، و «لكِنَّ» لِلاسْتِدْرَاكِ، و «كَأَنَّ» لِلَّتشْبِيهِ أَو الظَّنِّ، و «لَيْتَ» لِلتَّمَنِّي، و «لَعَلْ» لِلتَّرَجِّيِ أَو الإِشْفَاقِ أَو التَّعْلِيلِ، فَيَنْصِبْنَ المُبْتَدَأَ اسماً لَهُنّ، ويَرْفَعْنَ الْخَبَرَ خَبَراً لَهُنَّ.

  ش: هذا هو الباب الثاني من النواسخ للابتداء، وهو «إنَّ وأخواتها»، وهي تنصب الاسم، وترفع الخبر، وقد تقدم من مرفوعات الأسماء ثلاثة: المبتدأ وخبره، واسم كان وأخواتها، وذكر المصنف هنا الرابع من المرفوعات وهو خبر «إنّ» وأخواتها، وهي ستة حروف: «إنَّ وأنَّ وكأنَّ ولكنَّ وليت ولعل».

[معاني إنَّ وأخواتها]

  ومعنى «إنَّ» و «أنَّ»: التأكيد، أي تأكيد وقوع الخبر في أول درجات الشك في وقوعه، وبالقسم في آخر درجاته، تقول: «الأميرُ في الدار»، فإذا ارتاب السامع قلت: «إنَّ الأميرَ في الدار»، فإذا زاد شكه وارتيابه قلت: «والله إنَّ الأميرَ في الدار»⁣(⁣١).

  و «لكنَّ» للاستدراك، وهو رفع ما يتوهم وقوعه أو نفيه؛ تقول: «زيد عالم»، فيظن صلاحه، فتقول: «لكنَّهُ فاسقٌ».

  و «كأنَّ» للتشبيه، تقول: «كأنَّ زيداً أسدٌ»، أو: للظن، نحو: «كأنَّ زيداً عالمٌ».

  و «ليت» للتمني، وهو طلب الممتنع حصوله أو ما فيه عُسْرٌ، كقول الكافر: {يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً(⁣٢)}⁣[النبأ ٤٠]، وقول الفقير: «ليت لي قنطارا من الذهب».


(١) هذا كلامهم! ولم يظهر التأكيد في «أنَّ» المفتوحة؛ إذ لا يجد السامع ولا المتكلم فرقاً، بين «يسرني انطلاقك»، وبين: «يسرني أنك منطلق»، فينظر، وهي مصدرية. من المؤلف ¦.

(٢) الإعراب: يا: حرف تنبيه. ليتني: حرف تمن ونصب، والنون للوقاية، والياء ضمير في محل نصب اسم ليت. كنت: فعل ماض ناسخ، والتاء ضمير في محل رفع اسم كان. ترابا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. وجملة كنت ... في محل رفع خبر ليت.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {ليتني كنت ترابا}، حيث أعملت «ليت» التي للتمني عمل «إن» فنصبت المبتدأ ورفعت الخبر.