شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[حكم «لكن» المخففة]

صفحة 89 - الجزء 1

  ومعنى التخفيف: أن تنطق بنون «إنَّ» و «أنَّ» و «لكنَّ» و «كأنَّ» ساكنة.

[حكم «لكنَّ» المخففة]

  ص: فَأَمَّا «لكِنَّ» مُخَفَّفَةً فتُهْمَلُ.

  ش: يعني: أن «لكنَّ» إذا خففت، أهملت ليست كَـ «إنَّ»، قال الله تعالى: {لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ(⁣١)}⁣[النساء ١٦٢]، وتدخل على الجملة الفعلية والاسمية.

[حكم «أنَّ» المخففة]

  ص: وَأَمَّا «أَنْ» فَتَعْمَلُ، ويَجِبُ في غَيْرِ الضَّرُورِةَ حَذْفُ اسمهَا ضَمِير الشَّأْنِ، وكَوْنُ خَبَرِهَا جُمْلَةً مَفْصُولَةً إنْ بُدِئَتْ بِفِعْلٍ مُتَصَرِّفٍ غيْرِ دُعَاءٍ بـ «قَدْ» أَوْ تَنْفِيسٍ أَوْ نَفْي أَوْ «لَوْ».

  ش: وأما «أَنَّ» المفتوحة فإنها إذا خففت وجب إعمالها، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن محذوفا إلا في ضرورة الشعر، وأن يكون خبرها جملة، فإن بدأت بفعل متصرف - غير دعاء - وجب أن يفصل من أن بـ «قد» أو حرف تنفيس أو نفي أو «لو».

  مثال الفعل المتصرف الذي يحتاج إلى الفصل:

  إما بـ «قد»، نحو: {وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا(⁣٢)}⁣[المائدة ١١٣].


= الظاهرة. لما: اللام للابتداء، ما: زائدة. جميع: مبتدأ ثان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. لدينا: لدى ظرف متعلق بمحضرون منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف المنقلبة ياء لاتصالها بالضمير، وهو مضاف ونا: ضمير في محل جر مضاف إليه. محضرون: خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {إن كل}، حيث جاءت «إن» مخففة من الثقيلة وأهملت وذلك على قراءة من خفف الميم من «لما».

(١) الإعراب: لكن: حرف استدراك. الراسخون: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. في العلم: جار ومجرور متعلق بـ «الراسخون».

الشاهد فيه: قوله تعالى: {لكن}، حيث جاءت «لكن» مخففة من الثقيلة، فأهملت.

(٢) الإعراب: و: للمعية. نعلم: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره «نحن» أن: مخففة، واسمها ضمير الشأن محذوف. قد: حرف تحقيق. صدقتنا: فعل ماض، والتاء فاعل، ونا مفعول به، وجملة «قد صدقتنا» في محل رفع خبر أنْ، والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل نصب سدَّ مسد مفعولي نعلم.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {أن قد صدقتنا}، حيث جاءت «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، =