شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[حكم «لكن» المخففة]

صفحة 90 - الجزء 1

  أو حرف تنفيس، نحو: {عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى(⁣١)}⁣[المزمل ٢٠].

  أو نفي، نحو: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً(⁣٢)}⁣[طه ٨٩].

  أو «لو»، نحو: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا(⁣٣)}⁣[الجن ١٦].

  وتدخل على: الجملة الاسمية، نحو: {أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(⁣٤)}⁣[يونس ١٠].


= وخبرها: جملة فعلية، فصل بينهما بـ «قد» وجوبا.

(١) الإعراب: أن: مخففة، واسمها ضمير الشأن محذوف، سيكون: حرف استقبال، يكون فعل مضارع ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. مرفوع بالضمة. منكم: جار ومجرور خبر يكون مقدم. مرضى: اسمها مؤخر. والجملة في محل رفع خبر أنَّ المخففة، والمصدر المؤول أن سيكون في محل نصب سد مسدّ مفعولي علم.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {أن سيكون}، حيث جاءت «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، وخبرها: جملة فعلية فعلها متصرف غير دعائي، ففصل بينهما بـ «السين»، وجوبا.

(٢) الإعراب: أفلا: الهمزة للاستفهام، والفاء حرف عطف، لا حرف نفي. يرون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعل. ألا: أن: حرف توكيد ونصب مخففة، واسمها ضمير الشأن محذوف. لا: حرف نفي. يرجع: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. والجملة في محل رفع خبر أن.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {أن لا يرجع}، حيث جاءت «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، وخبرها: جملة فعلية فعلها متصرف، لا يفيد الدعاء، ففصل بينهما بـ «لا» النافية، وجوبا.

(٣) الإعراب: ألو: أن مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف، لو: حرف شرط غير جازم. استقاموا: فعل ماض فعل الشرط، والواو فاعل. على الطريقة: جار ومجرور. لأسقيناهم: اللام واقعة في جواب لو، أسقيناهم: فعل ماض، نا فاعل، هم مفعول به أول، وجملة الشرط وفعله وجوابه في محل رفع خبر أنْ.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {أن لو استقاموا}، حيث جاءت «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، وخبرها: جملة فعلية فعلها متصرف، لا يفيد الدعاء، ففصل بينهما بـ «لو»، وجوبا.

(٤) الإعراب: أن: المخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: أنه، وحركت لالتقاء الساكنين. الحمد: مبتدأ مرفوع. لله: جار ومجرور متعلق بخبر محذوف، تقديره: كائن أو مُسْتَحَقٌ. ربِّ: صفة للفظ الجلالة، ورب مضاف والعالمين: مضاف إليه مجرور بالياء؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {أن الحمد}، حيث جاءت «أن» مخففة من الثقيلة، وبقي عملها، وجاء اسمها ضمير الشأن محذوفا، ووليتها الجملة الاسمية بلا فاصل؛ لأنها لم تحتج إلى فاصل.