والفعلية، نحو: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى⁣^(⁣١)}⁣[النجم ٣٩]، تقديره: وأنه - أي: الشأن - ليس للإنسان إلا ما سعى، وقس.

  وقد جاء اسمها مذكوراً غير ضمير الشأن في الشعر، كقول الشاعر:

  ٢٠ - بِأَنْكَ رَبِيعٌ وَغَيْثٌ مَرِيعٌ ... وَأَنْكَ هُنَاكَ تَكُونُ الثِّمَالا⁣^(⁣٢)

[حكم «كأنَّ» المخففة]

  ص: وَأمَّا «كَأَنَّ» فتَعْمَلُ، ويَقِلُّ ذِكْرُ اسْمِهَا، ويُفْصَلُ الْفِعْلُ مِنْهَا بِـ «لَمْ» أَوْ «قَدْ».

  ش: أي: إذا خففت «كأنَّ» عملت مثل «أَنْ»، لكن لا يجب كون اسمها ضمير الشأن محذوفا مثل «أَنْ»، وإذا لم يكن خبرها جملة فعلية لم تحتج إلى فاصل، وذلك بأن يكون خبرها مفردا، كقوله:

  ٢١ - [وَيْوَمًا تُوافِينَا بِوَجْهٍ مقسَّم] ... كَأَنْ ظَبْيةٌ تَعْطُو إلى وَارِقِ السلمِ⁣^(⁣٣)

(١) الإعراب: أن: مخففة، واسمها: ضمير الشأن المحذوف. ليس: فعل ماض ناقص. للإنسان: خبر ليس مقدم. إلا: حرف استثناء ملغى. ما: اسم موصول في محل رفع اسم ليس مؤخر، وجملة سعى صلة الموصول، وجملة ليس مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر أنْ المخففة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {أن ليس}، حيث جاءت «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن المحذوف، وخبرها: جملة فعلية فعلها جامد، فاتصلت بها، ولم تحتج إلى فاصل.

(٢) اللغة والمعنى: ربيع: يعني كثير الخير. الغيث: المطر، المريع: الخصيب. الثمال: المُعين. يقول الشاعر عن ممدوحه: أنه كثير العطاء، يغيث الملهوف ويعين المحتاج.

الإعراب: بأنك: الباء حرف جر، وأنك: مخففة عن أن المشددة، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم أن. ربيع: خبر أن مرفوع بالضمة. وغيث: الواو حرف عطف، وغيث معطوف على ربيع مرفوع بالضمة. مريع: نعت غيث مرفوع بالضمة. وأنك: الواو حرف عطف، وأنك معطوفة على أنك الأولى، وتعرب إعرابها. هناك: ظرف مكان متعلق بالفعل تكون. تكون: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. الثمالا: خبر تكون منصوب بالفتحة، والألف للإطلاق.

الشاهد فيه: قوله: «بأنْك ربيع ... وأنْك هناك»، حيث خفف «أنَّ» في الموضعين، وجاء اسمها ضميرا ظاهرا، وخبرها في الأول: مفردا وهو ربيع، وفي الثاني: جملة «تكون الثمال»؛ وفي الغالب أن يكون اسم «أن» ضمير شأن محذوف.

(٣) اللغة والمعنى: توافينا: تجيئنا وتزورنا، وجه مقسم - بضم الميم وفتح القاف وتشديد السين: جميل حسن، تعطو: تتناول، وارق السلم: شجر السلم المورق، والسلم شجر العضاة الواحدة =