شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[دخول لام الابتداء بعد «إن» المكسورة على أربعة أشياء]

صفحة 96 - الجزء 1

[دخول لام الابتداء بعد «إن» المكسورة على أربعة أشياء]

  ص: وَيَجُوزُ دُخُولُ اللاَّم: عَلَى مَا تَأَخَّرَ مِنْ خَبَرِ «إنَّ» المَكْسُورَة، أو اسمهَا، أوْ مَا تَوَسَّطَ مِنْ مَعْمُولِ الخَبَرِ، أوِ الْفَصْلِ.

  ش: يجوز دخول لام الابتداء بعد إن المكسورة على أربعة أشياء.

  ١ - ما تأخر من خبر «إنَّ» المكسورة، نحو: «إنَّ زيداً لقائمٌ».

  ٢ - وعلى اسمها إِنْ تأخر، نحو: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً(⁣١)}.

  ٣ - وعلى معمول الخبر إن توسط، نحو: «إنَّ زيدًا لَطعامَك آكلٌ».

  وتسمى هذه اللام «لام المزحلقة»، وأصلها «لام الابتداء» زحلقتها «إِنَّ» إلى ما تأخر من معموليها، تقول: «لَزيدٌ قائمٌ»، ثم تقول: «إنَّ زيدًا لَقائمٌ»، فأخرتها «إنَّ» كما ترى.

  ٤ - وعلى ضمير الفصل، نحو: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ(⁣٢)}⁣[الصافات ١٦٥]، {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ(⁣٣)}⁣[آل عمران ٦٢]. ويسمى هذا ضمير الفصل؛ لأنه فصل بين اسم «إن وخبرها»، فـ «هذا» اسم «إن»، و «القصص» خبرها، و «هو» ضمير فصل لا محل له من الإعراب.


(١) الإعراب: إن: حرف توكيد ونصب. في: حرف جر. ذلك: اسم إشارة مبني على الفتح في محل جر، وشبه الجملة في محل رفع خبر إن مقدم. لعبرة: اللام: لام الابتداء، عبرة: اسم إن مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {إن في ذلك لعبرة}، حيث جاءت همزة «إنَّ» مكسورة جوازا؛ لدخول اللام على اسمها المؤخر.

(٢) الإعراب: وإنا: الواو حرف عطف، إنا: حرف توكيد ونصب، نا: اسمها. لنحن: اللام المزحلقة للتوكيد، نحن: ضمير فصل يفيد التوكيد. الصافون: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {إنا لنحن}، حيث جاءت «اللام» مقترنة جوازا بضمير الفصل «نحن».

(٣) الإعراب: إن: حرف توكيد ونصب. هذا: اسم إشارة في محل نصب اسم إن. لهو: اللام المزحلقة للتوكيد، هو: ضمير فصل يفيد التوكيد. القصص: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. الحق: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {إن هذا لهو}، حيث جاءت «اللام» مقترنة جوازا بضمير الفصل «هو».