[دخول لام الابتداء بعد «إن» المكسورة على أربعة أشياء]
  ص: ويَجِبُ مَعَ المُخَفَّفَةِ إنْ أُهْمِلَتْ ولَمْ يَظْهَرِ المَعْنَى.
  ش: وقد يجب دخول اللام، وذلك إذا خففت «إنَّ» وأهملت ولم يظهر قصد الإثبات؛ لأنها تلتبس بـ «إنْ النافية»، نحو: {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ(١)}[يونس ٦٨]، {إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ(٢)}[يس ١٥]، فتقول: «إنْ زيدٌ لمنطلق» فرقا بين النافية والمخففة.
  فإن ظهر قصد الإثبات لقرينة لم يجب دخول اللام، كقول الشاعر:
  ٢٤ - أنَا ابْنُ أُباة الضَّيْمِ مِن آلِ مالِكٍ ... وإِنْ مالكٌ كانتْ كِرامَ المَعَادِنِ(٣)
  لأنه لا يفتخر بقوم ليسوا بكرام المعادن، ولو كانت «إن» نافية كان الأمر كذلك. وتسمى هذه اللام اللام الفارقة، لأنها فرقت بين «إن» النافية، والمخففة من الثقيلة.
(١) الإعراب: إن: حرف نفي. عندكم: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وعند مضاف والكاف: ضمير في محل جر مضاف إليه، والميم علامة الجمع، وشبه الجملة في محل رفع خبر مقدم. من: حرف جر زائد. سلطان: مبتدأ مؤخر مجرور لفظا مرفوع محلا.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {إنْ عندكم من سلطان}، حيث جاءت «إن» نافية لا عمل لها.
(٢) الإعراب: إن: حرف نفي. أنتم: ضمير في محل رفع مبتدأ. إلا: حرف استثناء. تكذبون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو في محل رفع فاعل، والجملة في محل رفع خبر أنتم.
الشاهد فيها: قوله تعالى: {إنْ أنتم إلا تكذبون}، حيث جاءت «إن» نافية لا عمل لها.
(٣) الإعراب: أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف. وأباة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة، وهو مضاف. الضيم: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة. من: حرف جر. آل: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الخبر. وآل مضاف ومالك: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وإن: الواو حرف عطف، إن حرف توكيد ونصب مخفف من إن المشددة، غير عامل. مالك: مبتدأ مرفوع بالضمة. كانت: فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. والتاء للتأنيث. كرام: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف. والمعادن: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
الشاهد فيه: قوله «إن مالك كانت» حيث ترك لام الابتداء التي تجتلب في خبر المبتدأ الواقع بعد "إن" المخففة المهملة؛ لِلتفريق بينها وبين "إن" النافية، واستغني عن اللام؛ لِوجود قرينة معنوية تدل على أن "إن" غير نافية؛ وذلك لأن المقام للمدح والافتخار، كما يدل عليه صدر البيت، لا للنفي.