شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[لا النافية للجنس العاملة عمل إن]

صفحة 98 - الجزء 1

[لا النافية للجنس العاملة عمل إِنَّ]

  ص: وَمِثْلُ إِنَّ «لَا النَّافِيَةُ للْجِنْسِ» لَكِنْ عَمَلُهَا خَاصٌ بِالنَّكِرَاتِ المُتَّصِلَةِ بِهَا نَحْوُ: «لَا صَاحِبَ عِلْمٍ مَمْقُوتٌ». وَ «لَا عِشْرِينَ دِرْهَمًا عِنْدِي».

  ش: يعني أن «لا النافية للجنس» تعمل عمل «إن»؛ تنصب الاسم، وترفع الخبر بشروط ثلاثة:

  الأول: أن تكون نافيه للجنس، والقصد أن تستغرق جميع أفراد الجنس الذي دخلت عليه، فإذا أتيت بما يدل على عدم الاستغراق لجميع الأفراد فلا تعمل؛ نحو أن تقول: «لا رجل في الدار بل رجلان»، وتسمى النافية للوحدة.

  الثاني: أن يكو ن اسمها نكرة، ولا يشترط أن يكون خبرها نكرة؛ فهي تعمل في الاسم، ويكون الخبر في محل رفع مثل: «لا رجل عندي».

  الثالث: أن لا يتقدم خبرها على اسمها، فإن تقدم لم تعمل، نحو: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ(⁣١)}⁣[الصافات ٤٧]، ووجب تكرارها كالمثال المذكور، وكذا إذا كان اسمها معرفة لم تعمل، ووجب تكرارها مثل: «لا زيد في الدار ولا عمرو».

  فإذا استوفت الشروط المتقدمة، فلا يخلو اسمها: إما أن يكون مضافاً، أو شبيهاً به، أو مفرداً.

  فإن كان اسمها مضافا، أو مشبها به ظهر النصب فيه، فالمضاف نحو: «لا غلا مَ رجلٍ عندي»، والمشبه بالمضاف ما اتصل به شيء من تمام معناه، مثل: «لا طالعًا جبلًا»، و «لا خيرا من زيد»، و «لا عشرين رجلا».


(١) الإعراب: لا: نافية ملغاة. فيها: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. غول: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ولا: الواو عاطفة، لا: مؤكدة للنفي. هم: ضمير في محل رفع مبتدأ. عنها: جار ومجرور. ينزفون: فعل مضارع مبني للمجهول، مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو في محل رفع نائب فاعل، وجملة ينزفون في محل رفع خبر.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {لا فيها غول}، حيث جاءت «لا» النافية للجنس مهملة؛ لتقدم الجار والمجرور على اسمها.