التجريد في الفقه على المذهب الزيدي،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب القول فيما يلزم الإمام للأمة وما يلزمهم له

صفحة 292 - الجزء 1

كتاب السَّير

باب القول فيما يلزم الإمام للأمة وما يلزمهم له

  يجب على الإمام: أن يقوم في الأمة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقيم حدود الله على كل من وجبت عليه من شريف أو دني أو قريب أو بعيد، ويشتد غضبه على من عصى الله ولو كان أباه أو ابنه أو غيرهما من قريب أو بعيد، وأن يأخذ أموال الله من كل من وجبت عليه، ويضعها فيمن أمر بوضعها فيهم غير خائف ولا جائر ولا محاب.

  ويجب عليه أن يحكم فيهم بأحكام الله تعالى، ويعدل بينهم في الحكم، ويساوي بينهم في قسم الفيء، ويعلمهم ما يحتاجون إليه من الدين.

  ويجب عليه أن يقرب أهل الدين والفضل، ويعاون أهل المسكنة والفقر، ولا يحتجب عنهم، ويتفقد أحوالهم، ولا يتجبر عليهم.

  ويجب على الأمة طاعته، ونصرته، ومعاونته، وموادته.

  ويحرم عليهم خذلانه وتركه، والتخلف عنه، والامتناع من بيعته.

  ويجب عليهم أن يأتمروا بأمره، وينتهوا عن نهيه، وينهضوا إذا استنهضهم، ويقاتلوا إذا أمرهم، ويسالموا من سالمه ويعادوا من عاداه، وينصحوا له في السر والعلانية، ولا يكتموا شيئاً يحتاج إلى علمه ويعينوه على أنفسهم وغيرهم من آبائهم وأبنائهم وعشيرتهم.

  ومن امتنع من بيعة الإمام طرحت شهادته، وأزيلت عدالته، وحرم نصيبه من الفيء.

  ومن ثبط غيره من بيعته وجب تأديبه، فإن انتهى وإلا حبس أو نفي من مدن المسلمين.

  ولا يجوز للمسلم أن يفر من الزحف ولا أن يتحرف من العدو إلا تحرفاً لقتال أو تحيزاً إلى فئة.