باب القول فيما ينبغي أن يفعل المفرد والقارن والمعتمر
  ويقول عند استلامه: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ٢٠١}[البقرة] ويسبح الله ويهلله، ويصلي علي النبي صلى الله عليه في الطواف.
  فإذا فرغ منه صلى ركعتين وراء مقام إبراهيم # يقرأ في الأولى بالحمد وسورة قل يا أيها الكافرون وإن شاء قرأ في الأولى بقل هو الله أحد، وفي الثانية بقل يا أيها الكافرون أو بغيرهما من سورة المفصل، ثم ينهض إن أحب ويستقبل الكعبة ويدعو بما أحب، ثم إن أحب زمزم وشرب من مائها.
  ثم يخرج إلى الصفا فإذا استوى على الصفا استقبل القبلة بوجهه ويدعو ويسبح ويهلل ويصلي على النبي صلى الله عليه، ثم ينزل من الصفا ويمضي حتى يأتي الميل الأخضر المعلق في الجدار ثم هرول حتى يحاذي الميل المنصوب في أول السراجين، ثم يمضي حتى ينتهي إلى المروة ثم يصعد عليها حتى يواجه الكعبة ثم يدعو بمثل ما دعا على الصفا ويسبح ويهلل، وكذلك يفعل في سعيه بين الصفا والمروة وينحدر عنها ويعود إلى الصفا ثم يعود إلى المروة حتى يسعى سبعة أشواط ثم ينصرف من المروة.
  فلا يزال ملبياً إلى أول ما يرمي جمرة العقبة وكذلك القارن لا يزال ملبياً إلى ذلك الوقت.
  والقارن إذا دخل مكة فعل ما يفعله المفرد وطاف وسعى على ما وصفنا ونوى في طوافه وسعيه أنه لعمرته فإن أحب تعجيل طواف حجه عاد أيضاً إلى الكعبة فطاف بها وإلى الصفا والمروة فسعى بينهما على ما بينا ونوى أنهما لحجته، وإن أحب المفرد تأخير طوافه وسعيه والقارن تأخير طوافه وسعيه إلى أن ينصرفا من منى جاز لهما ذلك.
  والمتمتع يفعل ما يفعله المفرد والقارن عند دخوله الحرم والمسجد إلا أنه يقطع التلبية إذا نظر إلى الكعبة، ثم يطوف بها سبعاً ويسعى بين الصفا والمروة سبعاً