[إلغاء ظن وأخواتها]
[إلغاء ظنَّ وأخواتها]
  ص: وَيُلْغَيْنَ بِرُجْحَانٍ إنْ تَأَخَّرْنَ، نحو: «القَوْمُ في أَثَري ظَنَنْتُ»، وبِمُسَاوَاةٍ إنْ تَوَسَّطْنَ، نحو:
  ٢٦ - ... .................................. ... وفي الأَرَاجِيزِ خِلْتُ اللُّؤْمُ والخَوَرُ(١)
  ش: من أحكام هذه الأفعال: أنه يجوز فيها الإلغاء والتعليق.
  فالإلغاء: عبارة عن إبطال العمل لهذه الأفعال في اللفظ والمحل؛ وذلك لتوسطها بين المفعولين أو تأخرها عنهما.
  فإذا تقدم المبتدأ والخبر وتأخرت «ظن» أو أيُّ أخواتها جاز الإعمال والإلغاء؛ لكن الإلغاء أرجح، نحو: «القومُ في أثري ظننت».
  وإذا توسطت «ظن» أو أيُّ أخواتها بين المبتدأ والخبر كان الإعمال والإلغاء على السواء، نحو: «وفي الأراجيز خلت اللؤمُ والخورُ»، وتقول: «زيدٌ ظننت عالمٌ» بالإلغاء، و: «زيدًا ظننت عالمًا» بالإعمال.
(١) صدر البيت: أَبِالأراجيزِ يا ابنَ اللُّؤْمِ توعدُنِي ... ......................
اللغة والمعنى: الأراجيز: جمع أرجوزة، وهي ما كان من الشعر من بحر الرجز، وقد كان من الشعراء من لا يقول غير الرجز، كالعجاج، وابنه رؤبة، ومنهم من يقول الشعر لا غير. وآخرون يقولون النوعين. توعدني: تتهددني. اللؤم: دناءة الأصل وشحُّ النفس. الخور: الضعف. يقول الشاعر: أتتهددني بالأراجيز، يا دنيء الأصل، ويا وضيع النسب؟ وفي هذه الأراجيز الدناءة والضعف. "ربما لأن الرجز لا ينزل منزلة الشعر في نظره"؛ وجعله ابنا للوم مبالغة في هجائه.
الإعراب: أبالأراجيز: الهمزة للاستفهام، والباء حرف جر.، الأراجيز: اسم مجرور. متعلق بالفعل. توعدني، يا: حرف نداء، ابن: منادى منصوب. وابن مضاف واللؤم: مضاف إليه. توعدني: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنت، والنون للوقاية، والياء مفعول به. وفي الأراجيز: الواو للحال، في الأراجيز: جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. خلت: فعل وفاعل. والجملة لا محل لها من الإعراب معترضة. اللؤم: مبتدأ مؤخر مرفوع. والخور: معطوف على اللؤم مرفوع مثله. وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال.
الشاهد فيه: قوله «وفي الأراجيز خلت اللؤم»، حيث توسط خلت مع فاعله بين المبتدأ الذي هو «اللؤم» والخبر الذي هو «الأراجيز»، فلما توسط الفعل بينهما، ألغي الفعل عن العمل فيهما.