شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[تعريف الفاعل]

صفحة 110 - الجزء 2

  العامل وتقدم الاسم - فالاسم مبتدأ، والفعل فاعله ضمير مستتر عائد إلى المبتدأ، وتكون الجملة خبرا، نحو: «زيد قام، أو: يقوم».

  ٢ - ولا يلحق عامله علامة تثنية ولا جمع، فلا يقال: «قاما الزيدان» ولا «قاموا الزيدون» إذا كان الفاعل اسما ظاهرا؛ لأن الضمير يكون فاعلا، والاسم الظاهر فاعلا، ولا يجمع بين فاعلين، وقد ورد قليلا وهو معنى الشاذ.

  والشاذ له معنيان:

  ·أحدهما: المخالف للقياس.

  ·والثاني: الذي قل وروده عن العرب. وهذا الشاذ قد جمع بين المعنيين، وهو قوله ÷: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار»، وقوله: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُم؟»، حين قال له ورقة بن نوفل: وَدِدتُ أني معك إذ يُخْرِجُك قومك، فـ «مخرج»: اسم فاعل يعمل عمل فعله، وفاعله واو الجماعة؛ لأن أصله: «أَوَ مُخْرِجُويَ هم»، فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، و «هم» ضمير الجماعة فاعل ثانٍ. وقد تأولوهما بأن أحد الضميرين في «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُم؟» علامة الجمع، والثاني فاعل.

  والواو في «يتعاقبون»: علامة الجمع، و «ملائكة»: فاعل.

  ويمكن أَنْ تقول: إنَّ «هم» في «أَوَ مُخْرِجِيَّ هم»: مبتدأ مؤخر، و «مُخْرِجِيَّ» خبر مقدم تقديره: أو هم مخرجي.

  وفي «يتعاقبون ... إلخ» مثله، تقديره: ملائكةٌ بالليل وملائكة بالنهار يتعاقبون فيكم.

  ص: وَتَلْحَقُهُ عَلَامَةُ تأْنِيثٍ إِنْ كَانَ مُؤَنثًا كَـ «قَامَتْ هِنْدٌ»، وَ «طَلَعَتِ الشَّمْسُ»، وَيَجُوزُ الوَجْهَانِ في مَجَازِيِّ التَّأْنِيثِ الظَاهِرِ، نحو: {قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ}⁣[يونس ٥٧]، {فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ(⁣١)}⁣[الأنعام ١٥٧]، وَفِي الحَقِيقِيِّ


(١) الإعراب: فقد: الفاء رابطة، والفاء حرف تحقيق. جاءكم: فعل ماض مبني على الفتح، كم: =