شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[أحكام الفاعل]

صفحة 111 - الجزء 2

  المُنْفَصِلِ، نحو: حَضَرَتِ القَاضِيَ امْرَأةٌ، وَالمُتَّصِلِ في بَابِ «نِعْمَ» وَ «بِئْسَ»، نحو: نِعْمَتِ المَرْأَةُ هِنْدٌ، وفي الجَمْعِ، نحو: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ}⁣[الحجرات ١٤]، إلا جَمْعَي التَّصْحِيحِ فَكَمُفْرَدَيْهِمَا، نحو: «قَامَ الزَّيْدُونَ»، وَ «قَامَتِ الهِنْدَاتُ».

  ش: تقدم أن الفاعل لا يتأخر عامله عنه، وأن علامة التثنية والجمع لا تلحق الفعل.

  ٣ - وذكر هنا أن تاء التأنيث الساكنة تلحق آخر الفعل الماضي إن كان الفاعل مؤنثًا، نحو: «قامت هند». ثم إن لحوق التاء للفعل قد يكون جائزًا، وقد يكون واجبًا.

  فالواجب في مسألتين:

  الأولى: إذا كان الفاعل المؤنث اسمًا ظاهرًا مفردًا أو جمعًا مؤنثاً سالماً حقيقي التأنيث - وهو الذي له فَرْجٌ - ولم يفصل بين الفعل وبين الفاعل فاصل، ولم يقع بعد «نِعْمَ» أو «بِئْسَ»، نحو: «قامت هند»، و {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ(⁣١)}⁣[آل عمران ٣٥] -، ونحو: «جاءت الهندات» في جمع المؤنث السالم.

  والثانية: إذا كان الفاعل المؤنث ضميراً، سواء أكان حقيقياً أم مجازيًّا، نحو: «الشمس طلعت» و «هند قامت»، فالفاعل ضمير مستتر تقديره: هي.

  وأما الجائز: فيكون في حالات:

  الأولى: إذا كان الفاعل المؤنث اسمًا ظاهرًا مجازيَّ التأنيث، نحو: «طلعت الشمس»، وقال تعالى: {قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ(⁣٢)}.


= ضمير في محل نصب مفعول به. بينة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {جاءكم بينة}، حيث لم يؤنِّث الفعل الذي جاء بعده الفاعل {بينة} وهو مؤنث مجازي، فلم تلحق الفعل تاء التأنيث جوازا.

(١) الإعراب: إذ: ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية، والظرف متعلق بفعل محذوف تقديره: اذكر. قالت: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، حركت لالتقاء الساكنين. امرأة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وامرأة مضاف وعمران: مضاف إليه ممنوع من الصرف.

الشاهد فيها: قوله تعالى: {قالت امرأة}، حيث أنَّثَ الفعل {قالت} بتاء التأنيث وجوبا؛ لأن الفاعل حقيقي التأنيث، ولم يفصل بينه وبين الفعل فاصل.

(٢) الإعراب: قد: حرف تحقيق. جاءتكم: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، كم: =