[1 - ترجيح النصب]
باب الاشتغال
  ص: يَجُوزُ فِي نَحْوِ: «زَيْداً ضَرَبْتُهُ» أَوْ «ضَرَبْتُ أَخَاهُ» أَوْ «مَرَرْتُ بِهِ» رَفْعُ «زَيْدٍ» بِالابْتِدَاءِ؛ فَالْجُمْلَةُ بَعْدَهُ خَبَرٌ، ونَصْبُهُ بِإضْمَارِ «ضَرَبْتُ» وَ «أَهَنْتُ» و «جَاوَزْتُ» وَاجِبَةُ الْحَذْفِ؛ فَلَا مَوْضِعَ لِلْجُمْلَةِ بَعْدَهُ.
[تعريف الاشتغال، وأحكامه]
  ش: الاشتغال: أن يتقدم اسم، ويتأخر عنه فعلٌ عامل في ضمير ذلك الاسم، أو عامل في اسم مضاف إلى ضمير ذلك الاسم، فلولا الضمير أو الاسم المضاف إلى ضميره لعمل في الاسم المتقدم النصب على أنه مفعول مقدم، لكنه اشتغل عن العمل فيه بالعمل في ضميره أو في الاسم المضاف إلى ضميره، واستغنى عن العمل في الاسم المتقدم.
  إذا عرفت هذا فاعلم أنه يجوز في الاسم المتقدم أن ترفعه على أنه مبتدأ والجملة بعده خبره، ويجوز أن تنصبه بفعل محذوف وجوبا يفسره الفعل المذكور، فتقدر في «زيدا ضربتُهُ»: ضربتُ زيداً ضربته، وفي «زيدًا ضربتُ أخاه»: أهنت زيداً ضربت أخاه، أو أغضبت زيداً، أو نحوهما، ولا تقدر «ضربت»؛ لأنك لم تضربه.
  وتقدر في «زيدًا مررتُ به»: جاوزتُ زيدًا مررتُ به، ولا تقدر «مررت»؛ لأن مررت لا يتعدى إلى مفعوله إلا بحرف جر، فلا تنصبه، وجاوزت بمعناه.
[١ - ترجيح النصب]
  ص: وَيَتَرَجَّحُ النَّصْبُ فِي نَحْوِ: «زَيْداً اضْرِبْهُ» لِلطَّلَبِ. ونَحْوُ: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا(١)}[المائدة ٣٨] مُتَأَوَّلٌ. وفِي نَحْوِ: {وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا
(١) الإعراب: والسارق: الواو استئنافية، السارق: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. والسارقة: الواو حرف عطف، السارقة: معطوف مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. وخبر =