شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[مواضع إضمار «أن» جوازا]

صفحة 39 - الجزء 1

  فعطف «تقر» على «لبس»، ونصب «تقر» بـ «أنْ» مضمرة جوازا.

  ثم قال:

  ص: وبَعْدَ اللاَّمِ نَحْوُ: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ}، إلَّا فيِ نَحْوِ: {لِئَلَّا يَعْلَمَ}⁣[الحديد ٢٩]، و {لِئَلَّا يَكُونَ}⁣[البقرة ١٥٠] فَتَظْهَرُ لَا غَيْرُ، وَنَحْوُ: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ}⁣[الأنفال ٣٣] فَتُضْمَرُ لا غَيْرُ، كَإضْمَارِهَا بَعْدَ «حَتَّى» إذا كَانَ مُسْتَقْبَلاً، نَحْوُ: {حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى}⁣[طه ٩١].

  ش: ثم ذكر هنا أنها تضمر بعد «لام الجر» جوازا، وأشار إلى أنَّ لـ «أَنْ» بعد لام الجر ثلاث حالات:

  · جواز الإضمار، نحو {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ(⁣١)}⁣[النحل ٤٤].

  · ووجوب الإظهار، وذلك إذا اقترنت بها «لا»، نحو: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ


= الشين أو كسرها وهو الثوب الرقيق الشفاف الذي يظهر ما تحته. تقر عيني: تسكن نفسي وتسترح. يقول الشاعر: إن هذه المرأة تفضِّل لبس عباءة من صوف غليظ مع راحة نفسها وسكينتها على لبس الثياب الرقيقة الناعمة التي تدل على الرفاهية ودعة العيش.

الإعراب: ولبس: الواو حرف عطف، لبس: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. ولبس مضاف وعباءة: مضاف إليه مجرور وعلامة جرة الكسرة الظاهرة. وتقرَّ: الواو حرف عطف، تقر: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازاً بعد الواو. عيني: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة. وعين مضاف والياء في محل جر مضاف إليه. أحبُّ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. إليَّ: جار ومجرور متعلق بأحب. من لبس: جار ومجرور متعلق بأحب. ولبس مضاف والشفوف: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله: «وتقر»، حيث نصب الفعل المضارع بأن مضمرة جوازا بعد واو العطف التي تقدمها اسم خالص من التقدير بالفعل، وهو «لبس».

(١) الإعراب: لتبين: اللام حرف تعليل وجر، تبين: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة جوازا، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت في محل رفع. للناس: جار ومجرور متعلق بـ «تبين». ما: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. نزل: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو في محل رفع، والجملة: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. إليهم: جار ومجرور.

الشاهد فيها: قوله تعالى {لتبين}، حيث نصب الفعل المضارع بـ «أن» مضمرة جوازا بعد لام التعليل.