شرح قطر الندى وبل الصدى،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

[الخبر الواقع شبه جملة، ومتعلقه]

صفحة 70 - الجزء 1

[الخبر الواقع شبه جملة، ومتعلقه]

  ص: وَظَرْفاً مَنْصُوباً، نحو: {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ(⁣١)}⁣[الأنفال ٤٢]، وجَاراً ومَجْرُوراً، كـ {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(⁣٢)}⁣[الفاتحة ٢]. وتَعَلُّقُهُمَا بِـ «مُسْتَقِرٍ» أو «اسْتقَرَّ» مَحْذُوفَينِ.

  ش: أي: ويقع الخبر ظرفاً وجاراً ومجروراً، ولا بد من عامل ينصب الظرف ويعمل في محل الجار والمجرور، ويقدر العامل:

  · إما فعلاً؛ لأن الأصل في العامل الفعل.

  · وإما اسماً؛ لأن العامل المحذوف هو الخبر في الحقيقة، والأصل في الخبر الإفراد.

  وقد اتفقوا على أنه يجوز أن يقدر باسمٍ أو فعل، وإنما اختلفوا في الأرجح منهما. فـ «الركب»: مبتدأ، و «أسفل»: ظرفُ مكان خبرٌ متعلق بفعلٍ محذوف ينصبه، أو باسم يعمل عمل الفعل.

  ولا يشترط لفظ «مستقر» أو «استقر»، بل هو أو ما شابهه ودل عليه الكلام؛ فإذا قلت: «زيد عندك» فقد دل على أنه مستقر أو كائن أو حاصل؛ لأنه يلزم من كونه عندك أيّ هذه.

  ولا يصح أن يقدر كونا خاصا؛ لأنه لا يدل عليه الكلام؛ فلا تقدر «قاعداً» أو «مضطجعا»، أو «قائما»؛ لأن قولك: «عندك» لم يتضمنه ولم يدل عليه، وأما الكون والحصول والاستقرار فقد تضمنه ودل عليه؛ لأنه كون عام لا يخلو عنه.


(١) الإعراب: والركب: الواو حالية، الركب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. أسفل: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. منكم: جار ومجرور متعلق بـ «أسفل».

الشاهد فيه: قوله تعالى: {أسفل}، حيث جاء الخبر ظرفا.

(٢) الإعراب: الحمد: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. لله: اللام حرف جر، والله: لفظ الجلالة اسم جار مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ في محل رفع. رب: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة. ورب مضاف والعالمين: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم.

الشاهد فيه: قوله تعالى: {لله}، حيث جاء الخبر شبه جملة جارا ومجرورا.