[ظرف الزمان لا يقع خبرا عن الجسم]
[ظرف الزمان لا يقع خبرا عن الجسم]
  ص: وَلَا يُخْبرُ بالزَّمانِ عَنِ الذَّات، و «اللَّيلَةَ الهِلَالُ» مُتَأوَّلٌ.
  ش: المراد بالذات: الجسم. أي لا يصح الإخبار عن الجسم بالزمان؛ لأن الخبر هو نفس المبتدأ، فإذا قلت: «زيدٌ قائمٌ» صح؛ لأن القائم هو زيد، وزيد هو القائم.
  أما ظرف المكان فيصح؛ لأنك إذا قلت: «زيدٌ عندك» فإن تقديره: «كائن عندك» أو «مستقر»، والمقدر هو الخبر في الواقع.
  أما العَرَضُ فيصح الإخبار عنه بالزمان، فتقول: «السفرُ غداً»، و «الصيام يوم كذا».
  وقول العرب: «الليلة الهلال» مؤول، وتقديره: «الليلةَ طلوع الهلال» فـ «الليلة»: خبر مقدم، و «طلوع»: مبتدأ مؤخر(١).
  ***
  ص: وَيُغْني عَنِ الْخَبَرِ مَرْفُوعُ وَصْفٍ مُعْتَمِدٍ عَلَى اسْتِفْهَامٍ أوْ نَفْيٍ، نحو: «أَقاطِنٌ قَومُ سَلْمَى»، و «مَا مَضْروبٌ الْعَمْرانِ».
  ش: اسم الفاعل مثل: «ضارب»، واسم المفعول مثل: «مضروب» إذا اعتمد على نفي أو استفهام عَمِلَ عَمَلَ الفعل المضارع؛ فيحتاج اسم الفاعل إلى فاعل، واسم المفعول إلى نائب فاعل.
  فإذا قلت: «أقائم الزيدان»، فـ «قائم» مبتدأ و «الزيدان» فاعلٌ سدَّ مسدَّ الخبر، ولا يصح أن يكون «الزيدان» مبتدأ مؤخراً، و «قائم» خبراً مقدماً؛ لأنه لا يقال: الزيدان قائم، بل «قائمان»، فلما أفرد الوصف عرفنا أنه حل محل الفعل؛ لأن الفعل يفرد مع المثنى والجمع.
(١) وفي قوله: «ولا يخبر بالزمان عن الذات» تسامح؛ لأن الذات تطلق على الجسم والعرض، ولو قال: عن العين أو الجسم لكان أولى؛ لأن طلوع الهلال ذات وقد أخبر عنه بالزمان، وكذا السفر عرض، فهو ذاتٌ، ويصح الإخبار عنه بالزمان. من المؤلف ¦.