نسبه ومولده ومشائخه
  والعلامة يحيى بن مظفر المتوفى (٨٧٥ هـ)، وغيرهم، حتى صار علامة محققاً مجتهداً. ولما بلغ الثالثة والعشرين من عمره اشتاق إلى الرحلة في الطلب والسفر للقاء المشائخ والعلماء والهجرة لاكتساب العلوم والوصول لذروة الكمال، والغوص في أغوار العقول - شد العزيمة وشمر الساعد والساق وفارق الأهل والولد واغترب عن الوطن والأحبة واحتمل عناء الغربة وتكلف أعباء المشقة؛ فركب البحر لأداء فريضة الحج في عام ٨٤٨ هـ، ثم ركبه إلى بلاد النيل والفسطاط حيث الزخم العلمي ومعترك المذاهب الفقهية فوصل مصر في ربيع الأول سنة ٨٤٩ هـ، فأخذ عن أهلها في النحو والصرف عن ابن قديد (٨٥٦ هـ)، وأبي القاسم النويري المالكي (٨٥٧)، وفي المعاني والبيان عن الشُّمّني (٨٧٢ هـ)، وفي المنطق عن التقي الحصني، وفي علم الوقت على عبدالعزيز الميقاتي، وحضر في الهندسة قليلاً عند أبي الفضل المغربي، وفي الفقه على الأمين الأقصرائي (٨٨٠ هـ)، هكذا ذكر العلامة السخاوي (٩٠٢ هـ) في الضوء اللامع ثم قال: وتقدم حسبما قاله البقاعي (٨٨٥ هـ) في غالب هذه العلوم واشتهر فضله وامتد صيته لا سيما في العربية. اهـ
  قال الشوكاني في البدر الطالع بعد تعداده لمشائخه في مصر: وهؤلاء المشائخ من المصريين المذكورين في الترجمة هم أكابر شيوخ مصر في ذلك الزمن كما يفيد ذلك من ترجم لهم. اهـ
  ويدلك هذا أن المؤلف كان من أهل التصدر والتقدم وإلا لما كان أولئك مشائخه وهم كبار الشيوخ المصريين وقت ذاك.
= ولد سنة ٨٢٥ هـ، لكن ذكر ابن أبي الرجال أن من مشائخه الدواري - هكذا - ولم يذكر اسمه. ولعله العلامة أحمد بن علي الدواري المتوفى سنة ٨٨٤ هـ، والله أعلم. هذا وقد تابعهما في ذلك من ترجم للمؤلف بعدهما، ولم أقف في أي المصادر على اسمه.