انتسابه إلى الحنفية بمصر
انتسابه إلى الحنفية بمصر
  وأما انتسابه إلى المذهب الحنفي بمصر ولم ينتسب إلى الزيدية وهي مذهبه فذلك لأمور منها:
  ١ - لئلا يدخل مع علمائها في أخذ ورد ومعارضة واستدلال ونقاش؛ ليتسنى له الأخذ عن علمائها.
  ٢ - لم يعايش المصريون الزيدية فهي كالغريبة عليهم والناس يألفون القديم ولا يأنسون للجديد، وهذا كسابقه سيمنعه عما هاجر لأجله.
  ٣ - ما يعرف عن محاربة الدول المتعاقبة للزيدية وذلك سبب صراحة المذهب وأصوله من الخروج على الظالم ونحو ذلك، فقد كان المؤلف | في عصر دولة المماليك [٦٥٨ هـ - ٩٢٣ هـ / ١٢٥٩ م - ١٥١٧ م] وكان في جنوب وغرب اليمن يوم ذاك الدولة الرسولية [٦٢٦ هـ - ٨٥٨ هـ/ ١٢٢٩ م - ١٤٥٤ م] وكانت كولاية تابعة لدولة المماليك وتسوق إليها الضرائب والجبايات كل عام وتضرب لأمرائهم الطبلخانات، وكان الرسوليون في صراع وحروب دائمة مع الدولة الزيدية وأئمتنا $ في شمال اليمن وهذا مشهور عند المصريين يوم ذاك؛ فلو أظهر المؤلف زيديته هناك لدفع لذلك ضريبة غالية الثمن ربما ترمي به وراء القضبان، دع عنك الصراع الفكري والخلاف العقدي والعداء المذهبي، وبهذا لن يجد المؤلف ضالته المنشودة التي رحل لأجلها من اكتساب العلوم والغوص في أعماق عقول الرجال واقتناص الشوارد واصطياد الفوائد.
  قال الشوكاني: وتستر مدة بقائه هنالك فلم ينتسب زيدياً بل انتسب حنفياً. اهـ
  ولهذا نسبه السخاوي إلى الحنفية فقال: العكي الفزاري العبسي اليماني الحنفي. اهـ وتبعه مؤلف الطبقات في قوله: الحنفي الفزاري.