المؤلف واهتمامه بالعلم
  أما النسبة إلى قبيلة فزار فما أدري ما صحتها ولم أقف على ما يثبت نسبته إليها، ولم أر أحداً غير السخاوي نسبه إليها. ولم تكن فزار من القبائل اليمنية كما ذكر ابن حزم في كتابه «جمهرة أنساب العرب» ولا غيره، وأما قبيلة عك فهي من القبائل اليمنية.
  وأما نسبته إلى الحنفية فقد أوضحنا لك آنفاً، ومما يؤكد ما قلناه: إنه إنما تستر بالانتساب إلى الحنفية في مصر - كتابه المعيار وهو من أواخر مؤلفاته، فقد أدركه الموت ولم يكمله فكان يقول فيه: قال أصحابنا والحنفية. وقالت الحنفية، وقال أصحابنا. وخالفت الحنفية. ونحو ذلك.
  والعجب أن كثيراً من حملة العلم وطلابه ينسبون المؤلف إلى الحنفية وهو الشائع عندهم ولعل معتمدهم في ذلك الطبقات والله أعلم.
المؤلف واهتمامه بالعلم
  علمت مما تقدم أن المؤلف | ما إن بلغ الثالثة والعشرين من عمره إلا وقد حداه الشوق للهجرة فهاجر إلى مصر وهو في زهرة شبابه ومقتبل عمره؛ فلم تثنه عن تنفيذ إرادته الشدائد، ولم تكبحه المعضلات عن تحقيق أمانيه، بل جد وشمر وبكر وابتكر وسافر وارتحل، وأكثر فاستكثر؛ فأخذ على أكابر الشيوخ المصريين، وقعد مقعد المتصدرين، ولم يكتف بحلقات الدروس بل طالع في الكتب وما أشكل عليه فيها سأل عنها أرباب ذلك الفن، قال عنه السخاوي: بل كان يطالع ومهما أشكل عليه يراجعه - يعني شيخه - فيه فطالع شرح الشريف الجرجاني على الجغميني، والتبصرة لجابر بن أفلح. اهـ
  ولم يكن همه مقتصراً على اكتساب العلوم وتحصيلها فحسب بل على نشرها أشد منه على اكتسابها فها هو يحمل معه في عودته إلى اليمن كتاب مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري المتوفى سنة ٧٦١ هـ، وهو أول من أدخله اليمن وهو كتاب جليل القدر، فلم يبخل به المؤلف على أبناء بلدته فكان هديته لليمن