مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب موافقة السنة

صفحة 131 - الجزء 1

  اجعل لي نورا في قلبي، ونورا في بصري، وزدني نورا إلى نوري». والأخبار في ذلك تكثر.

  فهذا النور الذي يُصاب به الحق، وتصح به الأعمال، وتزكو به عند الله لأهلها، ويستوجبون بها الثواب عند الله، وهي خصوص من الله لمن يشاء من عباده، عندما يكون من قبول هدايته التي عمهم بها بقوله: {فَجَعَلناهُ سَميعًا بَصيرًا}⁣[الإنسان: ٢]، أو بقوله: {وَما تَفَرَّقوا إِلّا مِن بَعدِ ما جاءَهُمُ العِلمُ}⁣[الشورى: ١٤]، وبقوله: {وَأَمّا ثَمودُ فَهَدَيناهُم فَاستَحَبُّوا العَمى عَلَى الهُدى}⁣[فصلت: ١٧]، فمن قَبِلَ عن الله وعمل بطاعته، كان من حكم الله تأييده، والزيادة له من توفيقه. وكذلك أوجبه تعالى على نفسه بقوله: {وَالَّذينَ اهتَدَوا زادَهُم هُدًى}⁣[محمد: ١٧]، وبقوله: {وَمَن يُؤمِن بِاللَّهِ يَهدِ قَلبَهُ}⁣[التغابن: ١١]، وبقوله: {وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ المُحسِنينَ}⁣[العنكبوت: ٦٩]. فمن قَبِلَ عن الله ما ابتدأه به زاده شرحا لصدره، وتنويرا لقلبه، وهم الذين شاء الله أن يمن عليهم بذلك بعد قبولهم.

  وكذلك قال في كتابه: {قالَت لَهُم رُسُلُهُم إِن نَحنُ إِلّا بَشَرٌ مِثلُكُم وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ}⁣[إبراهيم: ١١]، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله في حديث أبي بريدة عن أبيه قال: «القضاة ثلاثة، فقاضيان في النار، وقاض في الجنة، فأما الذي في الجنة فرجل حكم بكتاب ربه وسنة نبيه فأصاب الحق فهو في الجنة ...»، وقال علي بن أبي طالب #: