في الذبائح
  فالله الله في أنفسكم لا تهلكوا في دينكم، وعند ربكم في آخرتكم، لا تشربوا من العصير والمطبوخ إلا ما لا يسكر، ولو شرب منه الشارب عشر قِربٍ، أو مائة رطل لم يسكر، فأما ما أسكر كثيره فالقطرة منه حرام.
  وأنا أكتب إليكم في كل سنة منذ سنين كثيرة وأعوام، أنهاكم عن شرب هذا العصير الذي يسكر منه الكثير، وأُعلمكم أنه لا يحل منه شرب قطرة واحدة، فإنه من شرب منه قطرة فقد شرب خمرا، وكان لشربه في دين الله كافرا، فهو حرام كلحم الخنزير فاعلموا ذلك، وكل من كان منكم يشربه فليتب إلى الله من شربه وليتركه، واقصروا عن التشنيع والغلو في الدين، لتكونوا عند الله من التائبين الراشدين، وأما ما كان غير قوي العنب من الكروم والعصير، الذي إذا طبخ بالنار حتى يذهب ثلثه ويبقى الثلث الباقي منه لا يسكر منه الكثير، فحلال شربه، إلا إن يتغير فيعود مسكرا، فلا يجوز حينئذ ولا يحل شربه.
في الذبائح
  وأما الذبائح - يرحمكم الله - فأشرح لكم أمرها، حتى تفهموا ما كان يراه أبي ¥ فيها، ويختاره رحمة الله عليه لنفسه، ويراه الأفضل في الاحتياط لدينه، والذي كان يختاره رحمة الله عليه في الذبائح فتركُ الأكل لذبائح المشبهين، فكان لا يأكل إلا ذبيحة الذين هم بالتوحيد معروفون، وكان مع ذلك يقول فيمن لا يعرف ممن ينتحل الإسلام بالتشبيه لله سبحانه بخلقه المصورين، وكان أمره مستورا خفيا عن الموحدين، فلم يعرفوه بتوحيد ولم يعرفوه بتشبيه، ففي أكل ذبيحة المجهول رخصة، وليست ذبيحة المجهول كذبيحة المعالن بالتشبيه المعاند المعروف، وكان يرى ويختار لنفسه ما يعلم أنه أفضل في دينه، فلا يأكل إلا من ذبائح الموحدين المعروفين بالتوحيد، وكان