[وصيته في صلة الرحم]
  وَالصّائِماتِ وَالحافِظينَ فُروجَهُم وَالحافِظاتِ وَالذّاكِرينَ اللَّهَ كَثيرًا وَالذّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَغفِرَةً وَأَجرًا عَظيمًا}[الأحزاب: ٣٥].
[وصيته في صلة الرحم]
  وصلة الرحم والتغافل عما يكون من ذوي الأرحام من الظلم فمن وجه البر والخير، وفي ذلك من الأجر وثواب الله الكبير ما لا يخفى على ذوي الألباب والتفكير، قال الله ø: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا}[النساء: ١]، وقال: {وَالَّذينَ يَصِلونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يوصَلَ وَيَخشَونَ رَبَّهُم وَيَخافونَ سوءَ الحِسابِ}[الرعد: ٢١]، وقال تبارك وتعالى: {وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَبِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَالجارِ ذِي القُربى وَالجارِ الجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالجَنبِ وَابنِ السَّبيلِ وَما مَلَكَت أَيمانُكُم}[النساء: ٣٦]، فإذا أوصى الله به في هذه الآية من الوصايا التي ترضيه، ويثيب عليها الثواب العظيم الكبير، وبر الأرحام وصلتها مما يعمر الله به الديار، ويزاد به في البقاء والأعمار، فلا تزهدوا في البر لذوي أرحامكم والصلة، فإن ذلك من أبواب البر عند الله العظام الفاضلة.
  ولا بد يا بني من أن يكون في القرابة وذوي الرحم بعض من يحسد ويقطع ويظلم، فإذا كان كذلك من أحد منكم، ولم يكن في الدين فاسقاً ولا سفيهاً عاهراً فاجراً، فصلوا القاطع وإن قطع، واحملوا عنه وإن آذاكم وجهل وظلم، فإن ذلك من الإحسان عند الله والله مع المحسنين، والصبر على ذلك عنهم من الكرم والحلم الذي وصف الله به المؤمنين، قال الله تعالى في دفع السيئة بالحسنة: {وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادفَع بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذي بَينَكَ وَبَينَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ}[فصلت: ٣٤]، وهذا في الأبعدين وفي الناس أجمعين، فكيف في ذوي الرحم الأقربين.