باب خطر الطاعة كيف عرفها الشيطان فعارضها
  عنه دون خالقهم، فنسأل الله حسن معونته، وأن يكفينا عداوته، إنه منان كريم.
باب خطر الطاعة كيف عرفها الشيطان فعارضها
  روي عن حذيفة أنه قال: «مثل القلب مثل الكف والأصابع، إذا خطرت له خطرة الطاعة انفتحت إصبع، وإذا خطرت له خطرة المعصية انقبضت إصبع»، وقال الله تبارك وتعالى: {وَإِنَّ عَلَيكُم لَحافِظينَ ١٠ كِرامًا كاتِبينَ ١١ يَعلَمونَ ما تَفعَلونَ ١٢}[الانفطار: ١٠ - ١٢]، فقد جعل الله للملك سببا إلى علم ذلك، وأمره أن يكتب ما يُحدث فيه من الطاعة، وجعل له عليه عَلَما يستدل عليه، وخلى الشيطان وعلم ذلك، ونهى أن ندعو إلى ضده، بل أمر أن ندعو إلى مثله، ومكَّن من فعله، لتكون الحجة لله إن أبوا خلاف ما أمر به، ومكَّنهم من فعله، وكذلك سبيل العبد في تمكينه من القبول عن عدوه، والرد عليه ما ألقاه إليه، وإن آثر طاعة ربه هان عليه كيد عدوه، وإنما فعل الله تعالى ما فعل من ذلك لتتم محبة خلقه ويستوجبوا ما أعد لهم من جزيل ثوابه، لمخالفة عدوهم وإيثارهم لطاعة ربهم، وكيف قال سبحانه: {فَأَمّا مَن طَغى ٣٧ وَآثَرَ الحَياةَ الدُّنيا ٣٨ فَإِنَّ الجَحيمَ هِيَ المَأوى ٣٩ وَأَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوى ٤٠ فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوى ٤١}[النازعات: ٣٧ - ٤١]، إنما يكون بتحمل المشقة ومخالفة الهوى وترك اتباع الشهوة.
  وكذلك روي عن النبي ÷ أنه قال: «حفت الجنة بالمكاره - في حديث أبي هريرة - وحفت النار بالشهوات»، والشيطان