مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الامتحان بالاختلاف والتحير

صفحة 144 - الجزء 1

  وفي ذلك ما روي عن جعفر بن محمد الصادق @ أنه قال: «إن الله أكرم الفقراء بخمسة أشياء:

  أولها: فراغ القلب.

  والثاني: راحة البدن.

  والثالث: سرعة الحساب.

  والرابع: خدمة العزيز الجبار.

  والخامس: درجات العلى في الثواب».

باب الامتحان بالاختلاف والتحير

  ومنه: الامتحان عند الاختلاف والتحيُّر في أمر الدنيا خاصة بأهل المعرفة بالله والقبول عنه، هم الذين يقفون عند التشبهة إذا عرضت أو حيَّرت فتنة، لأن المؤمن وقَافٌ عند الشبهات، فإذا همَّ بأمر نظر فإن كان طاعة لله أمضاه، وإن كان معصية وقف، فلما كانت هذه صفتهم صاروا أعلام هدى بما جعل الله في قلوبهم من نور الحكمة ونور التقوى، فيتخذون الحق سُلَّماً يرقون إليه مع نفاذ البصيرة، إذا ارتاب المبطلون وتحيَّر الجاهلون، ويعضون على الصبر على الحق بالنواجذ، ويلزمون محكم القران والسنة فيما لا يُدرك علمه إلا من قِبَلهما، ولا يتبعون متشابه القران ابتغاء الفتنة، عرفوا ربهم بما أقام لهم من الدلائل في سماواته وأرضه، وما بث بينهما من دابة، فلا يحدث عند ذلك من رأيهم بدعة، ولا يتكلفون ما لم يكلفوا علمه، يتنكبون سبل أهل البدعة، وينتخيبون طريق أهل الحيرة، لمعرفتهم لله بنفي شبه الخليقة عنه، ووصفهم له بالعدل والإحسان إلى جميع خلقه، وتبرئتهم له عن ظلم عبيده، وتكليفهم إلا اليسير من طاعته، وتثبيتهم له الصدق في وعده ووعيده، والقيام له بما