[معنى نفس الله]
[معنى نفس الله]
  وأما قوله: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفسَهُ}[آل عمران: ٢٨ - ٣٠] فهو: ويحذركم إياه لا غيره، وقوله عن عيسى: {تَعلَمُ ما في نَفسي وَلا أَعلَمُ ما في نَفسِكَ}[المائدة: ١١٦]، يعني: أنت تعلم ما أعلم ولا أعلم أنا ما تعلم، كما يقول القائل: هذا نفس الحق وهذا نفس الصواب، يريد: هذا هو الحق، وهذا هو الصواب، وهذا وجه الرأي، وهذا وجه الكلام ووجه الحق ... كقوله ولا نظير: {لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ}[الشورى: ١١].
  فكل من وصف الله جل ثناؤه بشيء من صفات خلقه، من الإنس والجن أو غيرهم، أو توهمه صورة أو جسما من الأجسام، أو مثَّله بالأجسام، أو زعم أنه في مكان دون مكان، أو أن الأقطار تحويه، أو أن الحجب تستره، أو أن الأبصار تدركه، فقد شبَّهه بالأجسام، لأن هذه الصفات كلها صفات الجسم والأبدان، أو أنه يشبه شيئا مما خلق، فقد وصفه بغير ما هو عليه، ونسب إليه ما ليس فيه، وكفر به وأشرك بينه وبين غيره في صفته، والله متعالي عن صفة المخلوقين، بريء أن يُمثَّل بشيء من صفات المحدثين.