[موالاة أولياء الله]
  قد نجد العبد يؤمن ببعض كتاب الله ويكفر ببعضه، فلا يكون مؤمنا، ولا لما أخبر الله به من النار ناجيا، فصدَّق ما قلنا قولُ الله سبحانه: {أَفَتُؤمِنونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَتَكفُرونَ بِبَعضٍ فَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم إِلّا خِزيٌ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلى أَشَدِّ العَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلونَ}[البقرة: ٨٥]. فلم يُسمَّوا بما آمنوا به من الكتاب إذ كفروا ببعضه: مؤمنين، ويُسمَّوا إذ لم يؤمنوا بالكتاب كله: كافرين.
[موالاة أولياء الله]
  وعلى العبد أن يوالي أولياء الله، حيث كانوا ومن كانوا، أحياءهم وأمواتهم، ذكرانهم وإناثهم، ويكون أحبهم إليه وأكرمهم عليه، أتقاهم لديه، وأكثرهم طاعة له، والمؤمنون هم الذين وصفهم الله جل ثناؤه في كتابه فقال: {إِنَّمَا المُؤمِنونَ الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَت قُلوبُهُم وَإِذا تُلِيَت عَلَيهِم آياتُهُ زادَتهُم إيمانًا وَعَلى رَبِّهِم يَتَوَكَّلونَ}[الأنفال: ٢].
  وقال تبارك وتعالى في صفة المؤمنينوقال تبارك وتعالى في صفة المؤمنين: {قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ ١ الَّذينَ هُم في صَلاتِهِم خاشِعونَ ٢ وَالَّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ ٣ وَالَّذينَ هُم لِلزَّكاةِ فاعِلونَ ٤ وَالَّذينَ هُم لِفُروجِهِم حافِظونَ ٥ إِلّا عَلى أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلومينَ ٦ فَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادونَ ٧ وَالَّذينَ هُم لِأَماناتِهِم وَعَهدِهِم راعونَ ٨ وَالَّذينَ هُم عَلى صَلَواتِهِم يُحافِظونَ ٩ أُولئِكَ هُمُ الوارِثونَ ١٠ الَّذينَ يَرِثونَ الفِردَوسَ هُم فيها خالِدونَ ١١}[المؤمنون: ١ - ١١].