[قصة سارة مع هاجر]
[قصة سارة مع هاجر]
  فلما رأت سارة هبة الله لها إسحاق أبغضت إسماعيل بعد حبه، وباعدته وأمه بعد تقريبها وتقريبه، وألحت على إبراهيم ابن عمها في تبعيد هاجر عنها، وإبعاد إسماعيل ابنها، وقالت: أخرج عني الأمة وولده، وضربتها وآذتها وأساءت إليها، بعد ما كانت عليه من إكرامها وإكرام ابنها.
  فلما ألح البلاء منها على هاجر، أخذت بيد ابنها إسماعيل وتنحَّت وتغيَّبت عن سارة، فلم تدر أين تذهب وقعدت تبكي تحت بعض الشجر، فنزل عليها ملك من السماء فقال: يا هاجر يا جارية سارة ما تصنعين هاهنا؟ فشكت إليه ما تلقى وابنها من سارة من الضرب والأذى، فقال له الملك: يا هاجر أمة سارة ارجعي إلى مولاتك فتعبدي لها، واصبري على ما ينالك من أذاها، فإن الله جاعل لك ولابنك فرجا ومخرجا، وجاعل ابنك هذا نبيا، وواهب لك منه نسلا كثيرا لا يحصى عددهم، يكونون وحش الإنس، ويكون لهم نبأ وشأن، وتكون أيديهم مبسوطة بالقوة والبأس، على كل الأمم والأجناس، وهذا من قصة إبراهيم وإسماعيل وسارة وهاجر مثبتٌ في التوراة التي أنزلها الله على موسى.