[تحذير أبنائه من سكنى مكة والمدينة والعراق لعداوة أهلها]
  ولآل جعفر بَوَادي الفرش وبَوَادي الغور، فلكل بطن منهم بَوادٍ ومعتزلات، ولهم منازل في البوادي والخلوات.
  ولآل عثمان باديتان، وادي بدر وبلد العيون تسمى: دعان.
  ولآل عمر بادية تسمى: بادية الخلائق والحمراء.
  ولآل أبي بكر بوادي الثمر والأجمال.
  ولآل طلحة بواد.
  ولبني مخزوم وتميم بوادي حول مكة.
  ولبني عامر من قريش وفهر بواد كثيرة.
  وكان يقال: لا يتم شرف قوم من الأشراف حتى تكون لهم بادية، ولم يزل يا بني كل من يمتعض ويأنف ويمترأ وإن لم يكن ذا دين من بطون أشراف قريش، إلا ولهم بادية، بل لكل بطن منهم بَوَادٍ ومعتزلات، ومنازل في البوادي وخلوات.
[تحذير أبنائه من سكنى مكة والمدينة والعراق لعداوة أهلها]
  واعلموا يا بني أنكم لو لم تعتزلوا المدن في هذا الزمان والقرى، إلا لغلبة عداوتكم وعداوة آبائكم على سكان المدن، وما هم عليه جميعا من مخالفتكم ومخالفة أسلافكم في الرأي والتدبير.
  ولا أعلم في أهل المدن كلهم أشد لكم بغضا ومقتا وعداوة من أهل قصبة المدينة ومكة، ففيهم أصل عداوتكم وبغضائكم، وأهلها الذين علَّموا أهل الآفاق التدين بخلاف دينكم وآرائكم.
  ولا تسكنوا في هذا الزمان قصبة المدينة ولا مكة، وعليكم ما بقيتم بسكنى ما حول المدينة من البادية، والمجاورةِ في بَوَادي الحجاز من أهل الكفاف والعفاف