مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(ومن سورة المؤمنين)

صفحة 454 - الجزء 1

  والماء من البئر المعطلة الذي كان مورداً مرة أهلا، وعن تعطيلها وخرابها وزوال عامرها، تذكيراً بزوال الدنيا وفنائها، وتحذيراً للاغترار بشرابها.

  قوله ø: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلنا مَنسَكًا هُم ناسِكوهُ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: المنسك هو ما تُقُرِّبَ بفعله إلى الله من أداء معلوم فرائضه في الدين، فليس من أمة من أمم الأنبياء إلا وقد فرض الله عليهم شرعة ومنسكا يكونون فيه بطاعة الله ناسكين.

(ومن سورة المؤمنين)

  قوله ø: {قَد أَفلَحَ المُؤمِنونَ}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: أي: فاز. {وَالَّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضونَ}. أي: الباطل. {وَالَّذينَ هُم لِلزَّكاةِ فاعِلونَ}. أي: مؤدون. {سَبعَ طَرائِقَ}. أي: سبع سماوات أطباقا بعضها فوق بعض. {يُريدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيكُم} أي: يكون أفضل منكم. فـ {وَآوَيناهُما إِلى رَبوَةٍ} الربوة: المكان المرتفع. و {قَرارٍ}: السهل. {وَمَعينٍ}: هو ما سال من الموضع المرتفع كما تسيل العيون. والمعين فهو في اللسان العربي: العين الثابتة التي تقل عن أن تدعا باسم العيون، فتلك معين كانت في جبل أو في ربوة.

  قوله ø: {وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُم أُمَّةً واحِدَةً}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الأمة في لسان العرب: القصد يؤتم. يقول الله سبحانه: إن قصدكم الذي تقصدون، وأمتكم التي تأتمون واحدة، يعني سبحانه: طريقاً واحداً غير اثنين، إذ كلهم مأمورون بعبادة الله وحده، وبالسلوك في سبيله وقصده، وخلع الأنداد من دونه، والشهادة له