مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[القدرية]

صفحة 123 - الجزء 1

  وتقدير الرزق والآجال وكلما صنع، وهو قوله: {وَقَدَّرَ فيها أَقواتَها في أَربَعَةِ أَيّامٍ}⁣[فصلت: ١٠].

  وتقدير عقوبة لمن عصاه.

  وتقدير ثواب لمن ارتضاه، فالآخر جزاء، والأول نعمى وهدى.

[القدرية]

  فمن قال: إن المعاصي من الله فهو قدري، لأنه قدرها وأثبتها فعلا له ø، ومن نفاها وقال هو عدل لا يقضى ولا يُقدر معاصيه فليس بقدري، لأنه ينفى عن الله القبيح. فهو أصل يجب أن يُعلم.

  فأما الصالحات فقد تقدم من ذكرها ما فيه كفاية، وكذلك الفاحشات، وهن مع ذكر الحلال والحرام في كتاب الأحكام عندك، فمن علم ما قلناه ثم عمل به، تم له دينه، وزكى عمله، ونفعه تَقَرُّبُه الذي به يتقرب إلى الله.

  ألا ترى إلى ما ذكر الله من ابني آدم، حيث قال: {وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ابنَي آدَمَ بِالحَقِّ إِذ قَرَّبا قُربانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِما وَلَم يُتَقَبَّل مِنَ الآخَرِ قالَ لَأَقتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ}⁣[المائدة: ٢٧]، فلم يقبل منه لَمَّا لم يكن متقيا لله، والاتقاء لله هو: الامتناع عن محارمه، فمن امتنع منه قبل الله أعماله، وزكى أفعاله.

  وفي هذا كفاية وبيان لذي عقل وعرفان، والحمد لله الموفق للبيان والهادي لكل إنسان.