[الغلو]
  بالتباغض بينهم والأذى، وإنما هو تنافس في الازدياد في طاعة الله، لينالوا من ثوابه ما نال الأبرار أهل التقوى.
[الغلو]
  وأوصيكم - يرحمكم الله - بأن تجتنبوا الغلو في الدين، فذلك أمر الله في كتابه المبين، فقد نهى الله عن الغلو في الدين، مَن مضى من الأولين، ونهى عنه جميع المؤمنين.
  وقد ألقى إليكم في دينكم ما وسَّع الله وسهَّل عليكم، وأعلمكم أن ذلك أشباها بها يسهل فيه الرخص، فذهب كثير منكم إلى ما لا يجوز من الترك والتواني والإهمال، ولم يقل لكم إن الفضل فيه الأخذ بالرخص في الأعمال، بل نهاكم | عن التهاون بالأمر من دينكم بإيثار الفضل في تعجيله، وترك التفريط والاستخفاف بترك المسابقة إلى تقديمه وتبدينه قبل كل شغل على غيره، وذلك في الدين أشبه بالعبادة والورع، وأبعد من لزوم الرخص والشنع.
[الصلاة]
  وفي ذلك ما ألقى إليكم عند العلة العارضة من الشغل والخوف الشديد، فيؤخر الصلاة عن أول الوقت إلى آخره بهذا السبب، فبلغني أن كثيرا ممن ينتحل مذهبكم قد صار إلى الإفراط بالتوسعة على نفسه لتأخيرها حتى يخرج أو يكاد جميع وقتها.
  وأُخبرت أن بعض مَن عندكم ربما أخر صلاة الظهر والعصر عن غير علة ولا مرض، ولا سبب عرض، حتى يغشاه الليل، وهذا مما لا يحل ولا يجوز أن يؤخر المأمور بالصلاة المفروضة عليه إلى آخر ساعات النهار، متشاغلا