مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

باب الفروض

صفحة 84 - الجزء 1

  والإسلام فهو: التسليم لأوامر الله بالصالحات ونواهيه عن الفاحشات، فمن آمن صدق، ومن أسلم سلَّم لأوامر الله ونواهيه ولم يخالفه، فهذه جمل لا بد لك من معرفتها، وبالله التوفيق.

باب الفروض

  الأول منها من الإيمان فهو: معرفة الله ø.

  ومعرفة الله سبحانه تنقسم على ثلاثة أوجه:

  التوحيد، والعدل، والتصديق، فجملة التوحيد الاعتراف له سبحانه بأنه واحد ليس كمثله شيء، ولم يكن له كفوا أحد، {وَلِلَّهِ الأَسماءُ الحُسنى فَادعوهُ بِها وَذَرُوا الَّذينَ يُلحِدونَ في أَسمائِهِ سَيُجزَونَ ما كانوا يَعمَلونَ}⁣[الأعراف: ١٨٠]، فنعوذ بالله من تهدُّدِه وتوعُّده وغضبه، وأليم عذابه، {هَل تَعلَمُ لَهُ سَمِيًّا}⁣[مريم: ٦٥]، أي: شبيها، كلا، بل هو الله الذي وصف نفسه بأجل الأسماء، ودل على نفسه بفعله، فقال لذوي العقول التي ركبها فيهم حججا: انظروا وتأملوا واستدلوا بالشاهد من الأمور على الغائب، وبالظاهر على الباطن، واستعملوا ما يحسن في العقول، وذروا ظاهر قول الجهول، فالصنعة في الشاهد تدل على الصانع، والأثر على المؤثِّر، والتأليف على المؤلِّف، والفعل على الفاعل، فانسبوا إلى كل ذي فعل فعله، وما تختارونه أيها العقلاء لأنفسكم، وترضونه أن يفعل بكم وبمن يمسكم، فارضوه لغيركم من أبناء جنسكم، من ولد آدم، فإنكم ولد أب واحد، خلقكم من ذكر وأنثى، {وَجَعَلناكُم شُعوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم}⁣[الحجرات: ١٣].

  وقال فيما دل به على نفسه: {إِنَّ في خَلقِ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافِ اللَّيلِ وَالنَّهارِ وَالفُلكِ الَّتي تَجري فِي البَحرِ بِما يَنفَعُ النّاسَ وَما أَنزَلَ اللَّهُ