[أقسام القرءان]
[أقسام القرءان]
  فإذا فهمت هذا، علمت أن كتابنا الفرقان مائة سورة وأربع عشرة سورة، لا يمكن الزيادة فيه ولا النقصان، وأن الذي يمكن فيه تأويل السورة للجاهلين، ليضلوا الناس بغير علم، وكذلك قال الله: {يُحَرِّفونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ}[النساء: ٤٦، المائدة: ١٣]، فتعلمَ أنه محكم ومتشابه، وأمثال وقصص، وأمر ونهى، وزجر ونهي، مجموع مفصل، ومقدم ومؤخر، وخاص وعام، وناسخ ومنسوخ، وتعلم أن الناسخ والمنسوخ لا يكون في شيء من القرءان، إلا في الأمر والنهي، وأما في غير ذلك فلا، تأمَّل مواضع الأمر والنهي فإن هنالك الناسخ والمنسوخ، تخفيفا وتثقيلا على حسب المصلحة، والمحكم أصل لما يُرد إليه من تأويل المتشابه.
  فهذه أصول يطول شرحها في الكتاب، قد ذكرناها لك لتعلمها، لأنه من لم يعرفها لم يعرف الكتب، ومن لم يعرف الكتب لم يصح له الإيمان بالكتب، وفقك الله وإيانا لما يرضيه برحمته إنه سميع مجيب.