[صفات الذات والفعل]
  مِنَ السَّماءِ مِن ماءٍ فَأَحيا بِهِ الأَرضَ بَعدَ مَوتِها وَبَثَّ فيها مِن كُلِّ دابَّةٍ وَتَصريفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ المُسَخَّرِ بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ لَآياتٍ لِقَومٍ يَعقِلونَ}[البقرة: ١٦٤]، فدل بآثار صنعه على صانعها، لأنه سبحانه لا يجوز عليه الرؤية ولا المشاهدة، هو وصف نفسه بما ذكر في كتابه من آثار صنعه، فاستدِل عليه بما أظهر من لطيف فعله في السماء والأرض وما بينهما، والليل والنهار وما شاركهما، من كل محدَث كان بعد أن لم يكن، فهو موجده وصانعه، ø عن شبه خلقه وظلم عبيده.
[صفات الذات والفعل]
  واحد غير مفقود، كما وصف نفسه، فقال: {لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللَّهِ} - رب العالمين - {رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفونَ}[الأنبياء: ٢٢]، لا ثاني معه ولا رب غيره، جل عما يصفون، تعتقد ذلك بأوكد إيقان وصحة إيمان، حتى لا تعمل فيك خواطر الشكوك، ولا تزول عن الأصول، ليس له نظير ولا عديل، فصفته لفعله، كما قدمناه من أثر صنعه، وهو جميع ما أظهر من خلقه وصفته لنفسه وذاته حقيقة وجوده، ولا مثل ل هـ ولا نظير، وما سنذكره من صفة القديم العزيز، فهو أول الأشياء لا أول قبله. وصفته لذاته فهو قولنا: لنفسه، نريد بذلك حقيقة وجود [ه]، الذات واحدة، والرب واحد لا إله غيره، موصوف بصفات ذاته، لا يجوز عليه الضد في أسمائه لذاته، ويجوز على صفات الفعل، نحو قولك خالق وغير خالق ورازق وغير رازق، لأنه كان غير فاعل ثم فعل. ولا يجوز في صفات الذات التي هي مقدَّم قولنا العلم والقدرة وما جرى مجراهما التضآد، فنقول: عالم وغير عالم، وقادر وغير قادر، وكلمَّا يجوز عليه التضآد يُعلم أنه صفة فعل، وما لا يجوز عليه التضآد يعلم أنه صفة ذات، فتفرق بين الصفتين حتى