[أولياء الله وأعداءه]
[أولياء الله وأعداءه]
  ويجب على أثر ما قلنا أن نعلم أن الناس فريقان، ولي لله وعدو له، فأما العدو ففي النار على رُتّبهم، كل له منزلة من العذاب، وقانا الله وإياك منها شرَّ المآب. وليس بنا فاقة إلى ذكر منازلهم، لأنا إذا أوضحنا منازل أولياء الله سبحانه كان كل من خرج منهم من أعدائه، وبالله نستعين.
  والولي - أكرمك الله - من تعلق بثلاثة أشياء:
  إيمان يُعتقد بالنيات البينات، وعمل الصالحات، واتقاء الفاحشات، يدلك على ذلك قوله سبحانه: {إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ كانَت لَهُم جَنّاتُ الفِردَوسِ نُزُلًا ١٠٧ خالِدينَ فيها لا يَبغونَ عَنها حِوَلًا ١٠٨}[الكهف: ١٠٧ - ١٠٨]. فهذا في حق الإيمان وعمل الصالحات. وقوله في الإتقاء: {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ}[المائدة: ٢٧]، معناه: إنما يتقبل الله إيمان من اتقى وعَمَلَه، والإتقاء فهو: اتقاء الفاحشات، كما قال سبحانه: {تِلكَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلَّذينَ لا يُريدونَ عُلُوًّا فِي الأَرضِ وَلا فَسادًا وَالعاقِبَةُ لِلمُتَّقينَ}[القصص: ٨٣]، إلى ما أوضحه الله في كتابه، وجاء به رسوله عليه وآله السلام، وأجمعت عليه الأئمة، وحسن في قلوب الجميع فعله، فيلزمك القبول لذلك والاعتقاد، والقول والعمل به.
[الإيمان والإسلام]
  والإيمان فهو: التصديق لله ولرسوله بالقلب، ثم تعتقده وتقول به وتدعو إليه في العمل بالصالحات، واتقاء الفاحشات كمال الإيمان وتمام الإحسان، ورحم الله من حاط دينه عن الاختلاط والفساد.
  فأما الإيمان فينقسم على ما نوضحه بعد، وهو التصديق بالقلب واللسان.