[الآيات الكونية]
  وأمر سبحانه بالنظر فقال: {أَفَلا يَنظُرونَ}[الغاشية: ١٧]، {أَفَلا يَتَدَبَّرونَ}[النساء: ٨٢، محمد: ٢٤]، {أَفَلا تَعقِلونَ}[البقرة: ٤٤]، كذلك لئلا يهلكوا ولذلك وجب النظر، ولا سيما مع اختلاف البشر، فكل يقول: الحق معي وهو عنه صاد، لأن الحق إنما يثعرف من الوجهين الذين قدمنا: العقل حجة على كل مخالف وموافق، والسمع على الموافق، وطريق العلم أصله كبير، فافهم ذلك.
[الآيات الكونية]
  واعلم أن السماء والأرض محلهما في ملك الله تبارك وتعالى من صغرهما في ملكه، كبيت في صحراء أنى يقع البيت في الصحراء؟! وكمحل حلقة في أرض فلاة، كما قال النبي ÷، كذلك قال الله: {وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ}[البقرة: ٢٥٥]، والكرسي: ما يستقر عليه، ويكون محلا لما يحل فيه، فجعل الله السماوات والأرض مستقرة في حيز ملكه، ليس يجوز أن يكون حيث هما، سماء ولا أرض معهما، بل لو أراد أن يخلق جهاتها خلقا من بعد خلق فعل، والجهات الست فوق، وتحت، وأمام، ووراء، ويمنة، ويسرة، فصار قوله: {وَسِعَ كُرسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ}[البقرة: ٢٥٥] معناه: وسع ملكه السماوات والأرض، لا يمسك السماء من فوقها عِلاقة، ولا من تحتها عماد، ولا يمسك الأرض من تحتها ولا فوقها شيء،