باب زهرة العلم
باب زهرة العلم
  وهو الشعبة الثانية من العدل، فزهرة العلم الباطن الذي قد رسخ في القلب من خشية الله، وهو رأس العلم وزهرته، وذلك أن العلم بالله يؤدي إلى خشية الله، والعمل بالعلم على ما وصفناه إنما هو الاقتداء بالكتاب والسنة، وما أقام الله من الدلالة مع إصابة الحق فيه، وإصابته على ما شرحناه وبيناه، ونزيد في ذلك بيانا إن شاء الله تعالى، قال الله جل ذكره: {لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: ٢١]، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله، ثم قال تعالى: {فَإِن تَنازَعتُم في شَيءٍ فَرُدّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسولِ إِن كُنتُم تُؤمِنونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ ذلِكَ خَيرٌ وَأَحسَنُ تَأويلًا}[النساء: ٥٩]، {فَرُدّوهُ إِلَى اللَّهِ} أي: إلى محكم كتابه، وما أقام الله من أدلته، وإلى {الرَّسُولِ} أي: إلى سنته الجامعة، إذا لم يكن من العترة من يُرد إليه، لأن الكتاب والسنة والعترة الطاهرة أما في أهل الخشية الذين يلجئون إليه عند كل شبهة وفتنة، بوذلك جاء الخبر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # عن النبي ÷ أنه قال: «إنها ستكون فتنة، قلت يا: رسول الله فما المخرج منها لمن فتن؟ قال: كتاب الله في خبر ما قبلكم، وحكم ما يأتيكم، فمن ابتغى الهدى في غيره، أو سأل عنه غير أهله أضله الله، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن اهتدى به هدي، ومن دعا إليه هدوا إلى صراط مستقيم».