[وصيته في سياسة النساء]
  ولهم سوء الدار، وهو عذاب النار نعوذ بالله ونستجيره منها، ونسأله العون على ما يبعدنا من تقواه عنها.
  فعليكم يا بني بما أمر الله به أن يوصل من صلة الرحم، والصبر على ما لا بد أن يرى من قطيعة بعضهم بالإحتمال والحلم ترشدوا، وبذلك تسعدوا، وتعانوا عليهم وتوفقوا وتسددوا، فلستم تجازون معصية من عصى الله بقطيعتكم مثل طاعة الله في صلته، والتزين بالبر والحلم عمن أفرط منهم في قطيعته، وتوقي ما يقولون به على قطيعتكم من المعاصي والدناءة والعيوب، ولزوم العفاف والصلاح، واجتناب الكبائر من الذنوب، فإن الناس ليسوا عنهم وعنكم بغافلين، وسيبين لكم إذا فعلتم ما أمرتكم به من الحلم والصلة للرحم أنكم لهم في الفضل والخير فائتون، ولا تختلطوا بهم بالإنهماك اختلاط من يغفل الحذر والتحرز، ولا تنقبضوا عنهم من انقباض من تكبر عليهم، ولا تعززوا فاستعملوا الصبر لهم، والإعراض عنهم عند ما لا بد أن يكون من نزغات الشيطان بالحسد، وذلك في القرابة قديما وحديثا ما لا يخلو منه أحد.
[وصيته في سياسة النساء]
  وهذا ما أصنع لكم يا بني من الرأي الذي جربت من سياسة النساء الحرائر منهم والإماء، وما ينبغي أن يجربن عليه ويفعل في أمرهن، لأنهن في آدابهن وعقولهن وأخلاقهن قد تنكرن وتغيرن في زمانهن هذا ودهرهن.
  فخيرتهن يا بني ذوات العفاف والدين، ومن اختار منهن ذوات العفة والصلاح والدين فهو الرابح الراشد غير الخاسر ولا المغبون، ومن مال منهم إلى الحُسْن والجمال وإن لم يكن لمن كان منهن حسن جميل ولا صلاح في دينها، وتحجب وصيانة عند أوليائها، واستقامة في مذاهبهم في الصلاح والأدب والدين والحجاب، كان خاسراً مغبوناً، وبدى له من أخلاقهن في الدين والأخلاق ما لم يزل معه نادماً محزوناً.