(ومن سورة الأنبياء)
(ومن سورة الأنبياء)
  قوله ø: {وَلا يَستَحسِرونَ}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الإستحسار: الإعياء.
  قوله ø: {وَداوودَ وَسُلَيمانَ إِذ يَحكُمانِ فِي الحَرثِ إِذ نَفَشَت فيهِ غَنَمُ القَومِ}.
  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: يذكر - والله أعلم - من قصة هذه الغنم أنها كانت غنما تفلَّتت ونفشت ليلا، والنفش في لسان العرب إنما يكون بالليل من البهائم لا نهاراً، فذكروا أنها أكلت بعض ما في الحرث من حبه وثمره، ... ثم إنهم تحاكموا فيما يقال إلى داود صلى الله عليه فقضى فيما ذكروا بها لأهل الحرث، وقال بعضهم: بل قضى بالقيمة، وكانت القيمة أكثر من ثمن الغنم.
  فذكر أن سليمان صلى الله عليه أفتى فيها بخلاف ما حكم به أبوه داود صلى الله عليه من القضاء على أهلها، أن يجعل لأهل الأرض ما في بطون الغنم من أولادها، ولم يعرض لأهلها وتركها في يد صاحبها.
  وقضى بالنسل الذي في بطون الغنم لصاحب الحرث، إذ كانت إنما أفسدت عليه ثمرة أرضه ونسل حرثه، فقضى في ذلك سليمان صلى الله عليه بالحكم المصيب الذي رضيه الله، وذكر في كتابه فَهْمَه له.
  وكذا جاء الحكم والخبر فيه عن نبينا محمد ÷، أنه تحاكم إليه أهل ماشية وأهل ضيعة، أفسدت الماشية عليهم بعض ما فيها من الزرع والثمرة، فقضى رسول الله ÷ على أهل المواشي