باب تبصرة الفطنة
صفحة 207
- الجزء 1
باب تبصرة الفطنة
  وتبصرة الفطنة مرشدة رسوخ اليقين في القلب، وذلك أن القلب إذا امتلأ من نور اليقين أشرق وأضاء له كل شيء كان أظلم عليه قبل ذلك، وأشرقت الجوارح لشدة نور القلب، وامتلأت سكينة ووقارا، فنطق اللسان عن ذلك بالحكمة، لأنه إنما يعبر عن ضمير القلب، وأصابت الجوارح آداب الإيمان، لأنها منتشرة من نور القلب متصرفة بتصريفه ومنادية بتعليمه، وذلك أن القلب أمير البدن وهي له تبع، فإذا صلح القلب صلحت بصلاحه، وإذا فسد فسدت بفساده. كما قال النعمان بن بشير: عن النبي ÷: «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»، فإذا أصابت الجوارح آداب الإيمان ونطق اللسان بالحكمة، كان ذلك من شدة اشتعال القلب بنور اليقين،