باب الإيمان
صفحة 153
- الجزء 1
  وقول الله ø: {وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعيُنُ وَأَنتُم فيها خالِدونَ}[الزخرف: ٧١]، وما ذكر الله من صفة أهل الجنة، وما أعد لأوليائه من جزيل الثواب أكثر من أن نأتي عليه، وهذا معنى قول أمير المؤمنين علي ¥: «من اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات»، أي: من عرف قدر ما وعده الله وقدر ما يجب لله عليه، لم يقطعه إيثار شهوته، ولا ميل إلى محبوب من الأشياء، لعلمه بتفاوت ما بين الأمرين من التفاضل، وأنه لا عوض مما أعد الله لأوليائه، ولا حظر لما ندب الله له إليه أحباءه.
  فمن عَبَدَ الله رغبة في ثواب الله أعطاه الله ما أمَّل وما ظن به، وذلك مثل حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: «قال الله تبارك وتعالى: إنما أنا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاء».