[التوبة من حقوق الله]
  وكذلك أخبر الله عن ملائكته وهم الملأ الأعلى، وأهل السموات العلى، الذين لا يرضون إلا عمن هو عند الله رضى، قال الله: {الَّذينَ يَحمِلونَ العَرشَ وَمَن حَولَهُ يُسَبِّحونَ بِحَمدِ رَبِّهِم وَيُؤمِنونَ بِهِ وَيَستَغفِرونَ لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمَةً وَعِلمًا فَاغفِر لِلَّذينَ تابوا وَاتَّبَعوا سَبيلَكَ وَقِهِم عَذابَ الجَحيمِ ٧ رَبَّنا وَأَدخِلهُم جَنّاتِ عَدنٍ الَّتي وَعَدتَهُم وَمَن صَلَحَ مِن آبائِهِم وَأَزواجِهِم وَذُرِّيّاتِهِم إِنَّكَ أَنتَ العَزيزُ الحَكيمُ ٨}[غافر: ٧ - ٨].
[التوبة من حقوق الله]
  والتوبة - رحمكم الله وهداكم - لها وجوه وتفسير، فكل ذنب بين الله وبين عباده وإمائه، نحو الزنا وشرب الخمر وإتيان الذكور بعضهم بعضا، وإتيان النساء بعضهن بعضا، واستماع محرم اللغو والعكوف عليه، وهو الأوتار من العيدان والغناء، وقول الزور، وقذف أهل الإحصان من الرجال والنساء، والرفث والجدال، والفجور والكذب، والمرح والخيلاء، والكبر والرياء، والعجب، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، والنظر إلى ما لا يحل من العورات وغيرها، والفرار من الزحف، من غير تحرف لقتال أو تحيزا إلى فئة، والغيبة والنميمة، وما أشبه ذلك من الذنوب، ومعاداة أولياء الله، وموالاة أعداء الله.
  والتوبة من هذا كله قليله وكثيره الندم على ما مضى منه، والعزم على تركه والإقلاع عنه، ولا يعود أبدا إليه، ولا يقربن شيئا منه قل أو كثر.