[هبات الظالمين]
  أوصى بأن يُبعث به إليهم، لأن عليه أن يوصل إليهم حقوقهم حيث كانوا، ويستحلهم من أخذه وغصبه وإنفاقه، ثم لا شيء لهم بعد ذلك، وتوبته مقبولة فيما بينه وبين الله جل ثناؤه، وإن لم يدرِ كَمْ المال الذي أخذ من أموال الناس، ونسي وكثر ذلك عليه، فليتحرَّ ما لكل واحد على قدر مبلغ علمه، ويحتاط في ذلك بالزيادة على نفسه، فإن زاد كان له أجر ذلك، وإن نقص قليلا لم يضره بعد أن يتعمد الوفاء، ويستغفر الله ويعزم على أن لا يعود إلى مثل ذلك أبدا.
[هبات الظالمين]
  وإن صار إليه مال من ناحية ظالم غاصب وهو به عالم، بسبب معونة له في ظلمه، ودخوله معه في غصبه، وأخذ ذلك هبة منه، وهو يعلم أنه ظلم وغصب، فالتوبة مما أخذ أن يخرجه من عنده فيرده على أهله المغصوبين إياه، ولا يحل له أن يرد شيئا من ذلك إلى الغاصب لأنه ليس له.
  وإن كان أنفقه وليس عنده شيء منه كان ضامنا لرده إذا أمكنه على أهله، وتاب إلى الله جل ثناؤه من إنفاقه.
[التوبة من الربا]
  فأما ما كان من الربا فالتوبة منه ما وصفنا من الندم والاستغفار منه، وأن يخرج كل فضل فوق رأس ماله فيرده على أهله إن عرفهم، وإن لم يعرفهم تصدق به عنهم.