مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

(من سورة الحجر)

صفحة 428 - الجزء 1

كتاب التفسير

(من سورة الحجر)

  قوله ø: {رُبَما يَوَدُّ الَّذينَ كَفَروا لَو كانوا مُسلِمينَ} قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: هذا - والله اعلم - عند ما يرى الكافرون من نصر الله لنبيه وللمؤمنين، وإظهاره له على أعدائه وتمكين ما جاء به من الدين، فربما ودوا وتمنوا حينئذ أن يكونوا مسلمين، ثم تأباهم غوايتهم وشقاوتهم، إلا اتباع ما جرى من الضلال عليه آباؤهم.

  قوله ø: {وَإِن كانَ أَصحابُ الأَيكَةِ لَظالِمينَ} قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: الأيكة اسم من أسماء الشجر، إذا عظمت الشجرة فجازت إلى الغاية من العظم التي هي في الكبر النهاية، فقيل لها: الأيكة، فيشبه - والله أعلم - أن تكون هذه الأيكة من الشجر، كان يعبدها قوم شعيب صلى الله عليه، كما يعبدون الأصنام التي ينحتون من الشجر، وقد قال بعض المفسرين: إن الأيكة اسم القرية التي كانوا يسكنون.

  قوله ø: {إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمينَ ٧٥ وَإِنَّها لَبِسَبيلٍ مُقيمٍ ٧٦ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِلمُؤمِنينَ ٧٧}.

  قال محمد بن القاسم بن إبراهيم ¥: تأويل هذه الآية في أولها وهو الشاهد على آخرها، قوله سبحانه: {فَأَخَذَتهُمُ الصَّيحَةُ مُشرِقينَ ٧٣ فَجَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيهِم حِجارَةً مِن سِجّيلٍ ٧٤ إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلمُتَوَسِّمينَ ٧٥ وَإِنَّها لَبِسَبيلٍ مُقيمٍ ٧٦ إِنَّ في ذلِكَ لَآيَةً لِلمُؤمِنينَ ٧٧}. وهي القرية التي عصى الله أهلُها، وكذبوا نبيه، فأمطر الله