مجموع كتب ورسائل الإمام محمد بن القاسم الرسي،

محمد بن القاسم الرسي (المتوفى: 284 هـ)

[التوبة]

صفحة 78 - الجزء 1

  وأشهد له بالربوبية، والعدل والوحدانية، والنَّصفة لجميع البرية، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى، والأمثال العلى، الصادق فيما وعد وأوعد، لا يخلف الميعاد، ولا يحب الفساد، ولا يظلم العباد، وهو الإله الخالق لجميع العباد، الهادي الدال إلى الرشاد، الذي هو لهم بالمرصاد، {لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصيرُ}⁣[الشورى: ١١]، {لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ}⁣[الأنعام: ١٠٣]، ليس له صاحبة ولا ولد ولا ند، ولا مِثلٌ ولا ضد، أهل العبادة، ومنتهى كل حاجة. وأشهد أن لا إله سواه، ولا رب إلا إياه.

  وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله عبده الأمين، ورسوله المبين، البشير النذير، المبلغ للدين، المجتهد لذي العزة المتين، المؤدي عن الله الحق، والمظهر عنه جل وعلا جلاله الصدق، حتى جرت مناهج الإسلام، وهُجرت عبادة الأصنام، وبان الحلال عن الحرام، وتبين للبادي والحاضر صالح كل مقام، وأزاح الله به - عليه التحية والسلام - جميع علل الأنام، فصلوات الله عليه وعلى آله الكرام، الأئمة الأخيار، والفضلاء الأبرار، السابق القائم بحق ما كان، والمقتصد القاعد الصالح بكل مكان.

  وعلى السبطين الحسن والحسين الإمامين الفاضلين. والمطيع لله بكل صنيع أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وخليفة رسول رب العالمين، علي بن أبي طالب ~، عَلَم المسلمين، وهادي الصالحين، ووارث علم النبئين، القاسم بالسوية، والعادل في الرعية، والمبيِّن لكل عمية، فصلوات الله عليهم أجمعين، وعلى جميع ملائكة الله المقربين، وأنبيائه المنذرين، وعلى المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، والمقلعين عن معاصي الرحمن، وعلى كافة المؤمنين الصادقين، المسلمين الخائفين، الوجلين العاملين الراغبين، وسلم ورحم وكرم، وحسبنا الله العلي العظيم، ولا قوة إلا به جل وعلا،