أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

(في فضل الاغتسال يوم الجمعة)

صفحة 130 - الجزء 1

  لنا: إنه قد وردت أخبار تدل على أنه مسنون وليس بواجب، منها:

  ١٨١ - خبر: عن أنس بن مالك عن النبي ÷ أنه قال: «من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، وقد أدى الفريضة، ومن اغتسل فالغسل أفضل»⁣(⁣١).

  ١٨٢ - خبر: وعن ابن عباس أنه قال: من اغتسل يوم الجمعة فحسن جميل، ومن لم يغتسل فليس عليه بواجب. وسأخبركم كيف كان ذلك، كان الناس مجهودين يلبسون الصوف ويعملون على ظهورهم، وكان المسجد ضيقاً متقارب السقف، فخرج إليهم رسول الله ÷ في يوم حار وقد عرق الناس، فتأذى الناس بعضهم بروائح بعض وتأذى بها النبي ÷، فقال: «أيها الناس إذا كان هذا فاغتسلوا وليَمَس أحدكم أمْثَل ما يجد من طيبه ودهنه»⁣(⁣٢).


(١) أخرجه الطحاوي ١/ ١١٩، ومن طريقه المؤيد بالله في شرح التجريد (خ)، وأخرجه ابن ماجة ١/ ٣٤٧ رقم (١٠٩١)، والبزار والطبراني في الأوسط كما في نصب الراية ١/ ٨٨ عن أنس. وله شواهد منها عن سمرة بن جندب أخرجه الترمذي ٢/ ٣٦٩ رقم (٤٩٧)، والنسائي ٣/ ٩٤، وأبو داود ١/ ٩٥ رقم (٣٥٤)، والبيهقي ٣/ ١٩٠، وابن خزيمة ٣/ ١٢٨ رقم (١٧٥٧). وشواهد أخرى من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، وجابر، وعبدالرحمن بن سمرة، وابن عباس.

(٢) أخرجه الطحاوي ١/ ١١٦، وابن خزيمة ٣/ ١٢٧ رقم (١٧٥٥)، والحاكم في المستدرك ١/ ٢٨٠ وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، والبيهقي ٣/ ١٨٩، وأبو داود ١/ ٩٥ رقم (٣٥٣) عن ابن عباس. وأورده المؤيد بالله في شرح التجريد (خ) مرسلا وذكر أنه حديث مشهور عن ابن عباس.