هذا الكتاب
  (٥٦٦) هـ بتأليف هذا الكتاب الذي بين يديك (أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام) وجعله على شكل أخبار موزعة على أبواب الفقه المعروفة وتصنيفاته المعهودة، وقد حذف أسانيدها لوجودها في (شرح التجريد).
  ومن المعروف أن هذا الكتاب حظي بمكانة مرموقة، وشهرة واسعة عند المهتمين، ولا سيما الأوساط الزيدية، وعليه يعتمد أهل المذهب الشريف بلا نزاع في أحاديث التحليل والتحريم، وذلك لاستيفائه الأدلة والحجج، قال السيد العلامة صارم الدين الوزير المتوفى سنة (٩١٤ هـ) ¦: «وكتاب أصول الأحكام للإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان # وعليه يعتمد أهل المذهب الشريف في أحاديث التحليل والتحريم بلا نزاع منهم، من زمانه # إلى وقتنا؛ لتقدمه، وشهرته، واستيفائه بحججنا وحجج المخالفين والرد عليهم، وجملة أحاديثه ثلاثة آلاف حديث وثلاثمائة واثنا عشر حديثاً»(١).
  قلت: لعل السيد العلامة الكبير صارم الدين الوزير قصد بهذا العدد المكرر وغير المكرر، وإلا فإنه لم يتجاوز الثلاثة الألف كما أوضحنا ذلك بالرقم عند كل خبر، ولا شك أن الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان قد احتاط عندما قال قبل كل رواية: «خبر»؛ لأن الخبر قد يكون عن الرسول الأعظم ÷ وعن الصحابي، بينما الحديث لا يكون
(١) الفلك الدوار: ٦٦.