أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

معاركه مع المتمردين

صفحة 34 - الجزء 1

  (اللهم إنه لم يبق إلا نصرك) وقال في نفسه: إن ظفر القوم اليوم بنا ظهر مذهب الباطنية وارتفع في جميع البلاد وهدم الإسلام والمسلمون، فعند ذلك أرسل الله تعالى ريحاً عاصفاً من الشرق، فقابلت وجوه أعدائه فاستبشر الإمام # وقال: إنها ريحهم فاحملوا ثم حمل من نهجه، فانهزم القوم، فأعطى الله النصر ومنح القوم أكتافهم، فلم يزل الطرد فيهم والقتل الذريع حتى انجلت المعركة عن خمسمائة قتيل وخمسمائة أسير أو قريب من ذلك، ولم تزل الهزيمة في همدان إلى صنعاء، ثم انهزموا من صنعاء وتغلقوا الحصون، وعاد الإمام # بعسكره إلى محطتهم فأقاموا بها ليلتين، ثم تقدم الإمام # إلى نحو صنعاء، وقد كان أمّن أهلها فحط بالقرب منها، ولم يدخل بالعسكر خوفاً من معرَّتهم بأهل المدينة، ثم أمر بخراب درب غمدان الذي عمره حاتم بن أحمد، وكانت فيه عناية أكيدة جداً فعفيت آثاره، وبعد هذه الوقعة خضعت له # الملوك الأكابر، وذلت له الليوث القساور، وأقام # في ناحية بيت بوس، حتى بذلت فيه الأموال الجليلة من حاتم بن أحمد إلى مائة ألف من محمد بن سبأ صاحب عدن سوى الأطيان وغيرها، فسلم الله من مكرهم ...)⁣(⁣١).

  وقد سجل الشاعر القاضي محمد بن عبدالله الحميري | أحداث هذه المعركة في أبيات أرى من الضرورة إيرادها لما لها من أهمية في وصف المعركة، إضافة إلى هذا كونها من شاعر شارك فيها برمحه وسيفه:


(١) الحدائق الوردية: ٢/ ٢٤٠ - ٢٤١.